محمود حامد يكتب…..
(قلب لا يعرف الحب)
الجزء الأول
-يعني إيه نسيب بعض؟
=عادي، كل شيء قسمة ونصيب.
أدارت ظهرها وهي تجاهد في جمع شتات أمرها، قلب ممزق، حبات اللؤلؤ الدافئة أخذت تتدافع من عينيها كأمطار آخر الشتاء الماضي، استخدمت أناملها كحصن منيع، لكن لا مفر، تذكرت أول شات جمع بينهما على منصة (فيسبوك)، تذكرت أول تعليق داخل جروب (همسات حزينة)، أنا حرة، كانت تتحسس العالم الغريب عنها كطفل بدأ يمشي للمرة الأولى، سمعت كثيرًا عنه من صديقاتها، أحست بالغربة، وما أصعب الغربة في الوطن! ترسل لهن رسائل صباحية ومسائية وهن يردونها على مضض، علمت بعد ذلك أنهن يلهثن جمعًا للمال كل في مزرعته، لقد حققت كل واحدة منهن حلمها بأن يصبح لديها مزرعة، ومن ثم تقوم بالزراعة والبيع والبناء، الحلم ينقصه ذلك الفارس الذي سيأتي ليحملهن على حصانه الأبيض أو الأحمر، هكذا كان قول “مريم” لصديقتها الجديدة (حجابي مرادي)، العالم الأزرق مثل بحر لا نهاية له، كلما غصت فيه لا تجد له نهاية.
-لقد قمت بإضافتك في جروب (همسات حزينة)
=يعني إيه جروب؟
ضحكت “حجابي مرادي” قائلة: صالون نجتمع فيه كلما ولجنا إلى الفيسبوك، سوف تقضين معنا أجمل الأوقات، لكن احذري من الصياد.
-الصياد!
=نعم، شاب وسيم جميل.
-ولمَ لا يكون صالون للبنات فقط؟
=البنات! سيكون في غاية الملل يا عزيزتي، ليس لديهن غير النكد.
-والصياد؟
=هو صاحب الجروب، ولديه كل الصلاحيات، يختار مَن يساعده في إدارة شؤونه، ويرسل تحذيرات لمن يخالف القواعد.
-وهل هناك قواعد أيضًا؟
= نعم، هو مَن قام بوضعها، مثل: لا للسياسة، لا لكذا وكذا.
-رجل متسلط، لا يختلف عن غيره مِن باقي البشر، نتركهم في الواقع فيأتون ليمارسوا هوايتهم في التحكم هنا، لا، لن أسمح له بذلك.
أخذت تحدث نفسها رافضة أن تكون تحت سلطة أحد، ثم أجابت: آسفة، لا أريد مِن أحد أن يتحكم في قولي وفعلي، أنا حرة.
جاهدت معها صديقتها (حجابي مرادي)، لكنها لم تظفر بالنجاح، فتركتها لوجود إشعارين، الأول يقتضي ضرورة التوجه إلى المزرعة السعيدة، والثاني بوست لصديقتها “زهرة البنفسج الشاردة”، فتوجهت للمزرعة، فأشرقت الابتسامة على وجهها.
-(يتبع)
-#قلبلايُنبتالحب
-#فىحضرةالغريب
-#محمودحامد
جريدة الفكر الحر 