نهاد كراره تكتب في بعض التخلي حياة

نهاد كراره تكتب في بعض التخلي حياة

في بعض الأوقات عليك الاقتناع بهزيمتك وانفطار قلبك للأبد، دون وجود ثغرةٍ للشفاء بعد نقطة ما، تصل إليها مفادها أن في التخلي حياة بعد انعقاد حبل الوصل حول رقبتك، ستتخلى دون محاولتك لملمة أشياء مبعثرة لن تكتمل أبدا، أو رتق ثوب المحبة بمفردك،
عليك الاعتراف حينها بأنك لن تستطيع بعد الآن الاحتفاظ بمن لا يريد الاحتفاظ بك بنفس درجة رغبتك في التمسك به، وأنه من غير الحتمي أن يبقى معك كل من تحب طالما لا يسكنه نفس ما يحتلك من محبة، وأن الحب وحده لايكفي لتجاوز الفجوات الشخصية المختلفة بينكما، طالما هناك طرف يضع العراقيل ويصنف الفجوات ويلونها بالذهبي لتلمع بدلا من معالجتها أو تجاوزها،
‏حينما تعترف بذلك
‏ ستطلق سراحه خارجَ حدودِ قلبك للأبد، ليحلق في السماء مبتعدا دون أن تحاول مرة أخرى البقاء معه، دون أن تأمل بعودة جديدة، دون أن تمنحه لومًا أو بكاء، فقط تودعه في صمت مؤلم متمنيا له السعادة
‏ربما بعد حين ستطيب جروحك وحيدا أو تموت راضيا رغم الألم الذي يلفك لكنك تختار شفاءَ كرامتِك، الفكرة الوحيدة التي ستظل بعقلك حينها أنه ربما تنبت له على التلة البعيدة زهرة تؤنس وحشته وتلتئم جراح محبتك وتنسى قلبك الذي يئن بنغمات الحنين
‏على الأقل حينها سيكون أحدكما سعيدا…
‏#نهاد_كراره