أيمن بدراوي يكتب – زي اليومين دول


أيمن بدراوي يكتب – زي اليومين دول

من سنين وسنين بيفضل الوقت ده من أكتر أيام السنة اللي بحبها، بيمثل انكسار لسخافة وطول وحر الصيف، بيمثل سيزون دخول المدارس، بيمثل بداية قصر النهار وطول الليل، بتشوف المكتبات عليها طوابير، أفران الفينو، بتشوف الشوارع بتفضى بدري بدري، منطقة زي الفجالة كده مثلاً بتكون مكتظة بالزباين والتجار، الأولاد والبنات مظبطين الشنط والكراريس والجلات والتيكت، الشباب شادين فورمة التيرم الجديد واللبس والميكاب والاكسسوار العظمة، في عهدي لما كنت طالب مكانش وقتها يمكن ممتع أوي،
كانت مدارس على ما تفرج، وكراريس وشنط وزِي على ما تفرج، واحنا كنا بايظين بوظان السنين،
وكان لسه فيه بواقي هيبة للمدرس، وقدسية للمدرسة، واحترام لكل مَن هو كبير -لحد مايدور وشه بس- كنت بحب جداً يوم استلام الكتب وبحب ريحتها وبحب أقلب في صفحاتها، كنت بحب جداً بفضول حقيقى أعرف أسماء الوحدات والمواد وتفاصيل السنة {طبعا ده قبل ما تبتدي الدراسة، بعد ما تبتدي ويبقى فرض عين كنت مش ببص فيها خالص} #حقيقىمشبقلش 😃
كانت الدراسة وأيامها -بالنسبة لينا كمدارس أولاد حكومية- منفذ لكل طاقات التشرد والتمرد اللي جوانا، عصر الاكستريم كما يجب أن يكون، تبادل المغامرات والجنونات وساحة للمعارك ولعب الكرة وتعلم أسوء العادات واكتساب الألفاظ والصفات،
بس كان ليها برضه أوقاتها الحلوة وذكرياتها اللي لا تعوض.
فاتت الأيام وعدت السنين، وبيفضل في التوقيت ده من السنة، ريحة معينة، روح معينة، حاجة جوانا كده ناس بتسميها حنين زيادة، وناس نوستالجيك، وناس بتنعل سنسفيل الأيام دي وكل اللي بيفتكرها. وبالرغم من تغير الأمور والظروف وشقلبتها في كام حاجه كده، بس هتفضل ذكرياتها على اختلافها محفورة فينا وفي كل الطلبة بعدينا،
وحتى عودة المدارس والدراسة بانتظام لما كانت عليه.
كل سنه وانتم طيبين

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.