محمد كمال يكتب: مواقع التواصل.
هل نستطيع حقًا الحياة دون مواقع تواصل،
وخاصة فيس بوك؟
أثناء حادثة أمس 5/10/2021 فكرت: ماذا لو طال الأمر ولم يعد فيس بوك للعمل، للأبد؟ وجال بخاطري الذين تتوقف أعمالهم وحياتهم على مواقع التواصل بالفعل، وأهمهم فيس بوك. حياة الكثيرين ستدمر، وشركات كبرى ستعلن إفلاسها، وعلامات تجارية ستقع، وأسهم ستتراجع. إذًا فيس بوك لم يعد مجرد موقعًا لتواصل الأفراد؛ بل سوق عالمي كبير، مركز معاملات دولي ضخم، يستفيد منه معظم الناس حول العالم. لذا أعتقد أنه لم يعد ملك خاص لمؤسسه “مارك زوكربيرج” وإنما هو -بافتراض ما هو واقع- ملكية عامة للعالم أجمع؛ وبسقوطه ربما تسقط بعض الدول.
سؤال يراود الجميع: هل يمكننا التخلي عنه؟
نعم، الأمر بسيط؛ سجل خروج من حسابك وقم بحذف التطبيق من على هاتفك، وستكون قد تخليت عنه، وعدت لعالم الواقع، من العالم الافتراضي، لكنني من المعترضين على هذا الكلام. لماذا؟ اقرأ: إن كان وجودك على فيس بوك يؤثر على وجودك وكيانك وحياتك بين الناس، فيقع اللوم عليك وحدك في ذلك؛ فأنت من أفرطت في استخدامه، ووجودك عليه، وتناسيت أنه مجرد أداة لتوفير الوقت والجهد عليك، لا حياة أخرى تحياها مثلما اتخذته، فإن فيس بوك أداة مريحة بسيطة وفي المتناول لتوفير الكثير من المشاق والأموال عليك، فبالنسبة لي، إذا كانت سوف تصدر لي رواية في معرض الكتاب القادم وأريد الإعلان عنها، وأنا غير متواجد على فيس بوك، وغير معروف بالنسبة للمتواجدين عليه، فكم يلزمني من وقت وجهد ومال لأخبر الناس بها؟ متخيلين حجم المشقة؟ أما على فيس بوك، فمنشور يحمل كلمات قليلة، سيعرف من خلاله عشرات الآلاف أني سوف أنشر رواية.
أعلن عن روايتي، مشروعي، اختراعي، أعبر عن رأيي.. ثم أعود لحياتي الواقعية وأهلي وأصدقائي.. أين المشكلة؟
وإن كنت قد قررت زيارة معرض الكتاب مثلًا، وأريد إخبار قرائي، وليس عندي حساب على فيس بوك؟ كنت سأضطر للاتصال بكل واحد منهم هاتفيًا مثلًا؟ هذا على فرض أنني معي أرقام هواتفهم طبعًا.. يا الله على الإرهاق!
وتخيل أنك برسالة تحدد بها الجميع، أو منشور قصير، أو حالة.. تستطيع أن تجعل عشرات الآلاف يسبقونك إلى معرض الكتاب.
أبدًا لم تكن المشكلة في مواقع التواصل، لطالما كانت فينا نحن.. وكيفية استخدامنا لها.
#محمد_كمال
تدقيق لغوي عبدالرحمن بن زهران