لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا!
هل صحيح أن الإنسان السوي يُوقِفُ طموحاته عند حد معين لا يتخطاه بحجة التعب وعدم المقدرة على مواصلة العطاء؟!
-الإنسان السوي هو الذي لا يتوقف عطاءه طوال حياته، فالإنسان بطبعه يصير عجوزا لا فائدة ترجى منه عندما يضع حدا لطموحاته وعطاءه، فالعمر يمر، والأحلام تزداد، والسعي أصبح صعبا، والوصول أصبحت له ضريبة على الجميع أن يدفع ثمنها، فمهما قست الحياة وطغى عليها اللون الداكن؛ إلا أنها في النهاية تُعلم الإنسان ما لم يكن يحلم أن يتعلمه!
ثم إنه كيف يترك الإشتياق والحماسُ شخصا يحاول ولا يوصله لخط النهاية؟!
فتلك الحياة كأم أحدنا، تقسو عليه ليصير رجلا رشيدا، تعطيه الدروس ليكمل ما بدأه، تقرأ له القصص أحيانا لترفه عنه وتجلي فؤاده، ومع مرور الوقت يصبح المتعلم معلما، والآخذ معطيا، والفاقد مُعَوِضا، والحزين سعيدا، والغني فقيرا، والفقير غنيا، فدوام الحال من المحال!
والفقدان خيبة لا تدانيها ولا تضاهيها خيبة، فما أقسى من الانتظار الخالي من الأمل، ولا أفضل من السعادة المبنية على أمل العودة، وسرعة الإنطلاق…
ولا ندري، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..
#الخواطر_الأحمدية
خاطرة بقلم: أحمد فتح الله الشيخ