عزيزتي ميم
ربما لم يعتد صندوق بريدك أن يفتح في الفجر بابه ليد ساعي البريد الباردة، و لكن عزيزتي لكل شيء مرة أولى، خاصة إن كان خطاباً ذا قلبين!!
روحي لم تعد تألف العالم و إن بدت لك غير ذلك، فإن كان قلبك معي و إن كنتِ تعتقدين أنه بجوار قلبي و أنني أحملهما معي حِلاً و ترحالاً، سيكون ذلك اعترافا ضمنيا منك بموتي.
هل اعتقدت يوماً أن قلبك معي يراقصه قلبي كل ليلة علي أنغام أوجاعك!
عزيزتي ميم، لما بادرني قلبك و اختبأ في صدري و رحل كلانا كلٌ في طريق، و خُيِل لروحك أني سرقت قلبك و آثرت به نفسي طمعاً في كنوز محبتك المخبأة فيه، لم يكن الأمر كما بدا أبداً.
إن كنتِ حينها استطعت أن تغادري قلبك و تتركيه يفعل ما يحلو له مبتعداً أو متخذاً سكناً آخر، أقسم بقلبك أنني حينها عاندني قلبي في النبض معترضاً و رافضاً غيابك، و لما تأكد من رحيلك و رأي بعين القلب قدميك على افتراقٍ، توقف عن النبض و آثر الحياة الآخرة على أن يحيا دنياه دونك. ثم لما جاء قلبك يعزيه، و كنتي قوية كما أنتِ دائما تستطعين المضي قدماً مهما كان الفقد، فما كان منه إلا أن سكن في صدري ، ذلك الصدر الذي صار خاوياً علي عروشه بمجرد أن افترقنا، و أنا الآن أحيا به هو فقط، ليس في صدري قلب سواه، و بدونه لا حياة!
فسلام لروحك من قلبك و منك و عليكِ السلام.
#Garrahi
عزيزتي ميم يكتبها محمد جراحي
