عماد زعيتر يكتب
” سليمان الحلبي قاتل مأجور أم مناضل سياسي ”
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
علمونا صغاراً في مادة التاريخ أن سليمان الحلبي كان مناضلا وطنيا، خلّص أهل مصر من جبروت القائد الفرنسي كليبر .. لكن الجبرتي بصفته مؤرخ وشاهد على هذه الحقبة الزمنية قال عن سليمان الحلبي ” كان من سفلة السفلة أهوج أحمق متدنسا بالخطايا ” فهل كان سليمان الحلبي مناضلا أم قاتلا مأجورا .. في ١٤ يونيو سنة ١٨٠٠ كانت القاهره مع حدث سياسي خطير فقد تم اغتيال السري عسكر كليبر في حديقة قصره بحي الأزبكيه .. ظهيرة هذا اليوم كان كليبر واقف في حديقة قصره مع المهندس المعماري ” بروتان ” يتفقدوا مقر القيادة العامة حيث لحقت أضرار بالمبني نتيجة انتفاضة القاهره الثانية التي انتهت يوم ٢١ ابريل اقترب منهم واحد يبدو عليه أنه سائل، ومد يده اليسرى وكأنه يريد أن يصافح كليبر فمد كليبر يده ليظهر له عطفه فطعنه بخنجر كان يخفيه في طيات ملابسه ..حاول المهندس بروتان أن يمسك القاتل الذي يحاول أن يهرب، فانهال عليه الحلبي بطعنات لم تقضِ عليه ورجع الحلبي لكليبر وطعنه ٣ طعنات وقد كانت الأولى كافية فقد توغلت في قلب الجنرال صرخ بروتان فأتى أحد الحراس الذي استغاث بزملائه فوجدوا كليبر مدرجا في دمائه وبروتان إلى جواره ولمدة ساعة والعساكر الفرنسيون يحاولوا أن يمشطوا المكان مسرح الجريمة إلى أن وجدوا سليمان الحلبي مختبئا في حديقة مجاوره للقصر أمسكوا به واقتادوه لمقر القيادة .. في البداية أنكر علاقته بالجريمه ومع الضرب والتعذيب أقر بأنه القاتل .. بدأ النفير العام في الجيش الفرنسي وتوافد الجنود من الثكنات المجاوره مطالبين بالثأر والانتقام ..استولى الفزع على سكان القاهره وأغلقت الدكاكين وخلت الشوارع من المارّه خوفاً من بطش الفرنسين تولى القائد ” مينو ” قيادة الحملة وشكل محكمة من ٩ ضباط لمحاكمة
القاتل في اليوم التالي بدأت المحاكمة وكانت الجلسه علنية .. هيئة المحكمة سألت عن دوافع القتل فكان رد سليمان الحلبي أن أحد الضباط العثمانين وعده بالمال ورفع الضرائب عن والده التاجر محمد الأمين فأتى بهذه الدوافع من غزة مع قافلة تجارية إلى القاهرة .. سألته هيئة المحكمة هل أخبر أحد بأنه سينفذ جريمته اعترف عن زملائه في السكن وكانوا طلاب من غزة يدرسون في الأزهر .. أخلوا قاعة المحكمة للمداولة ثم أصدرت المحكمة حكمها حضوريا بإعدام سليمان الحلبي ورفاقه الأربعة بالاعدام تم تنفيذ الحكم يوم ١٧ يونيو في تل العقارب بحي السيدة زينب انتهى الضباط الفرنسيون من دفن قائدهم كليبر ثم بدؤوا عملية الثأر والانتقام وتنفيذ حكم الإعدام .. نص الحكم بإعدام زملاء سليمان الحلبي أمام عينيه بقطع الراس عن الجسد ثم إحراق جثثهم هرب واحد من المتهمين الأربعة وتم تنفيذ الحكم على الثلاثة .. بقي رأس المدبر ومنفذ الاغتيال الشاب العربي الذي عمره ٢٤ سنة صدر ضده حكم بإحراق يده اليمنى التي اغتالت كليبر فشووا يده على الجمر معاناة وقصة عذاب لا يتخيلها أحد .. لم تنتهِ أوجاعه فقد أجلسوه على الخازوق بطريقة وحشية موت بالبطيء انصرف الناس من ساحة الإعدام فلم يتحمل أحدهم آهاته وصرخاته وبعد أربع ساعات ونص وهو خاضع لوحشية الانتقام سقاه أحد الجنود شربة ماء فمات في الحال وتركوا جسده على هذا الحال لتأكل الطير من رأسه .. سليمان الحلبى أتى خصيصا للقاهرة لينفذ هذه العمليه بعد ٣١ قضاهم في حي الأزهر يتتبع فيها حركات كليبر وبيدبر ويخطط فهل كان تنفيذ الجريمة بدافع الوطنيه والنضال أم رغبة في المال الذي وعده به الضابط العثماني الذي نال جيشه هزيمة نكراء في موقعة عين شمس على يد كليبر وجنوده .. فهل كان سليمان الحلبي فدائياً حقاً أم قاتلاً مأجوراً ؟؟؟ .
اعداد / عماد زعيتر