جراحي يكتب – مكانك و مكانتك –
نُولَد كأي شيء، وككل شيء نموت، فما المعجزة التي فينا تجعلنا استثناء يسير على قدم!
خلق الله كل شيء، عظيما كان أو بسيطا، حتى هذه الاوصاف يحددها الإنسان والحقيقة أن أبسط المخلوقات من وجهة نظرنا كبشر -إن أنصفنا العلم- نكتشف أنه عظيم جداً، بل تقشعر لحكمة خلقه و إتقان صنعته الجلود. ثم نرى أحدنا – كبشر – يقف على شرفة منزله بمدينة صغيرة على نهر عجوز ليقول؛ ” أنا ربكم الأعلى “. ويجلس آخر على كرسي من خشب لم ينبت شجرته هو، ولم يصنعه هو، واحتاج إلى شخص آخر ليصنع له كرسيه أو كما سماه عرشاً، ثم يضّجع ويقول: ” ما علمت لكم من إله غيري ” و يحدد أمثاله من تلك الآلهة المزيفة للناس كيف يغدون ويروحون ويعملون وكيف يعبدونهم!
ثم في نفس الوقت ترى النحل في أسرابه بين زهر وشجر وبين نخيل ونبات، ينتقل في نظام محكم وبإحكام شديد يعمل فيه الكل ويؤدي فيه الجميع دوره بإتقان و باستمرارية دون فتور أو إحساس بالغرور. ومع ذلك قد يحتقر البعض النحلة لمجرد أنها ” حشرة ” – ذلك اللفظ الذي لا يعلم عنه النحل شيئاً –
وفي النهاية مات من قال أنا ربكم الأعلى، ومات من قال ما علمت لكم من إله غيري ورّم كل منهما و بَلـى، فهل حدث اختلال ما في الكون!
يراودني الآن سؤال.. ماذا قد يحدث للعالم إن مات النحل؟!
( في الخلفية يصدح صوت صلاح چاهين برباعيته :
إنسان .. أيا إنسان ما أجهلك!
ما أتفهك فى الكون وما أضألك!
شمس وقمر وسدوم وملايين نجوم
وفاكرها يا موهوم مخلوقة لك؟!
عجبى. )
تم