إشراق غواري تكتب المهزلة 


إشراق غواري تكتب المهزلة

قال لها مُنهارًا ذات ليلة بعدما اشتدّ به الوهنُ:
“لقد فاضتِ الكأسُ ومَلِلتُ العيشَ معكِ، لقد تعبتُ من تمثيل دور الزوج الصالح المُحِبّ أمام العائلة، لقد سئمتُ تحمُّل ما لا تُطيقُه نفسي من زيف، وخداع، وأجواءَ تسُودها مشاعر باردة كالثلج، لقد أضعتُ شبابي معكِ وأفنيتُ عمري لأجل امرأة اختارتها أمّي وفرضتها العائلة. لقد مللتُ تقاسُمَ حياة بائسة مع شريكٍ لا أبادله ذرة إحساس، ولا حديثًا عاطفيًّا، مع شخصٍ لا أرسمُ معه حُلُمًا ولا أبني بجانبه مستقبلًا، مع إنسانٍ لا أهتم لتفاصيله ولا يشدُّني لروحه شيء سوى الروابط القانونية.
ألا تلاحظين شرودي وكثرة صمتي؟! ألا تلاحظين برودي وجمودي؟! ألا ترَين الحزنَ النابضَ من عُيوني؟! ألم تلاحظي انطفائي؟! حتى إنك لا ترين وجهي إلا آخر الليل! وإن نِمتُ بجانبكِ فلن أكون سوى جثةٍ هامدةٍ، كما أني لا آكل طبخكِ ولا أمدحكِ لزينتكِ وعطركِ كأيّ زوجين.
كيف تصبرين على معاملة كهذه؟! كيف ترضَين الذُّلَّ لكِيانكِ ومشاعركِ؟! ترضين الإهمال والركود لقلبك! لماذا تكبلينني بتحمل مسؤوليتك التي لم أطقها ولن أطيقها؟! لمَ ترضين العذاب لنا!
يا إلهي! كيف رضيتُ لنفسي زواجًا مُدّبرًا كهذا بعد حب كبير مات قبل أن يولد!”
وقبل خروجه من المنزل أضاف بعينين مملوءتين دمعًا وقلبٍ ينزفُ ألمًا:
“أتدرين لو عادَ بِي الزمنُ لَاخترتُ العيشَ وحيدًا منطفئَ الروح، شريدَ القلب، بدلًا من تحمُّل هذه المَهزلة”

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.