نهاد كرارة تكتب كرة مرتدة


نهاد كرارة تكتب
كُرَة مُرتَدّة

الآن رحل الجميع، كلٌ لحياته الحافلة بعيدًا عنّي، بقيت بمفردي كما أعتادُ دومًا؛ نجتمع في المناسبات المختلفة قليلًا لنفترق طويلًا، تَذكَّرتُ حياتي الماضية كلَّها، كيف
لم يستطع أحدهم منحي دفءَ التَّجمُّع الحقيقي وابتساماتِ الحضور؟ كيف لم يبث في قلبي أُنس التواجد، ومشاركة الأشياء البسيطة التي أُحِبُّها؟ لِمَ لَمْ يشاركني أحدُهم اهتماماتي، حبّي لشيء وكرهي لآخر، أغنية مفضَّلة أو كتابًا مُحبّبًا؟!
جلستُ على مِقعد الحزن، لكنني أريد أن أَنْفُضَه عنّي بكل قوة؛ ليبتعد عنّي للأبد، لكنه “كَكُرة مطّاطيّة” أقذفُها؛ فترتَدّ إليَّ من جديد،
لم أكفّ عن المحاولة يومًا،
فكلما جذبتني الذكريات من خلفي، ألقي برأسي للوراء محاولةً إسقاطَها عن كاهلي؛ فينحني عنقي من ثِقَلِها، يحاول الضياء الصادر من خلف زجاج النافذة جذبي لمداره مُحاوِرًا إِيّايِّ: “ربما الغَدُ القادم من نافذة المستقبل أفضل”
أبتسم بيأس قائلةً:
أَلا ترى كيف هو عالمي؟!
جدرانُ متصدِّعة لا أمل فيها ولاحياة، كل الألوان تسرَّبت راحلةً،
تُرى أهناك لونٌ أبيض سيطغى، أو ربما ورديّ يمنحني شيئًا ما؟
فجأةً تلطمني كُرةٌ صَدّمة مُرتدّة جديدة تطيح بكل شيء؛
أترنَّح بكرسيِّ للخلف وأسقط في عمق العتمة باستسلام.
#نهاد_كرارة

الإعلان

1 Comment

  1. هل ما كتبه أستاذتنا نهاد يعكس الكثير من جوانب الحياة والوجود، ويــــــنقل المزيد من تصوّرات الإنسان وأفكاره، وذلك عبر صيغ أدبية وملحمية وأسطورية تدخل جميعها في إعداد هذا العمل الأدبي والمختلف عمن سبقها ام ما تقدّمــــــه كأحد أبرز أشكال التعبير عن الأفكار الفلسفية، بل كأداة بالغة القوة والدلالة على ما في عمق الإنسان من أفكار؛ ولهذا لم يتخذ شكلاً تعبيـراً واحداً ولا طريقة أدائية واحدة
    فلسفة فكرية وثقافية راقية
    شكرا لك أستاذتنا المبدعة

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.