صفاء المنطاوي تكتب
عُمري أنا
كان هناك لحنٌ قديمٌ ما زلت أتذكره،
عاشقةٌ أنا لكل قديمٍ حتى لو كان مُسْتَهلكًا؛
فأنا أرى جَوهره أكثر من ظاهره،
أُدمِن كل تفصيلة حتى ولو صغيرة؛
فهي تُشجِي وتُحيي ما طُمِس،
أنا قديمة حتى في حبّي،
أُحُبك عندما تَعزف قطعةً موسيقية
لي أنا فقط، مَعزوفةٌ لا يستطيع أن يتقنها أيّ شخصٍ،
ليس لصعوبتها؛ ولكن لأنها قديمةٌ جدًا،
فريدةٌ هي “مثلي أنا”،
أُنصت أنا كأني هي،
يزداد حبّي كلما عزفتَ،
كأنك تعزف على أوتار قلبي،
برغم أنّه مُمَزق، إلا أنك تُصلحه،
كأنّه “بيانو” قديم قمتَ بترميمه،
وأصبح أفضل من الجديد المتداوَل؛
لأنّه مثل لوحةٍ فنيةٍ، كلما زاد عُمرها أصبحت ثمينةً،
هكذا أَشعرُ عندما أكون معك،
أَسمعُ صَوتك، ولكن بأصابعك،
أَشعرُ أنّ الحياة جميلة،
كلها نغم وحب، و أغانٍ،
أُحبُّ نفسي كلما عزفت،
أتفاءلُ، بل أرقص فرحًا؛
لأنك هبة، وأنا مَنْ مَلكتها،
فكان نصيبي من الفرح زيادة،
ومن الأمان عمر وشهادة،
أَشهدُ أنّك العُمر ذاته،
بدونك يتوقف الوقت، ويحتجبُ الزمن.
وأعيش أنا على أطلال الماضي
بين التمنّي والحسرة.