هناء موسى جادالله تكتب ↓
رجل أنت أم ذكر؟!
الجزء الأول
أريد رجلاً يفهم تقلباتي ومزاجيتي، يُعِيرَني من اهتمام بقدر ما يُشبعني ويَخلج فؤادي، يَرتعِد عند سماع نبرة صوتي مُتأثرةً بالخوف أو الضيق، ينتشل ما دمرته الأيام داخلي ويتحمل زلات كلماتي، يَرويني بنظرات تَسُرُّني، ولمساتٍ تُخفي نُدباتي.
أُريد رجلاً ليس فقط ذكر، فلست بِمُقبلةٍ على وعودٍ براقة، وكلمات من الخيال أُخذت، وعند التنفيذ أصبحت فراغا.
لا أريد صراعًا بين ذكرٍ وأنثى، صراع لإثبات رجولة دَمّرتها تربيةٌ “مدللة”؛ فأصبح لما بين حنين الأم يشتاق ولذة الاستمتاع.
لا أريد من يَرسُم كلمات في الهواء تتطاير ولا تعود، أريده يحْفُرها في قلبي عندما أراها، وأتلمسها في أفعاله فأجدها،
لا أريد ذكرًا ينْتفخُ لكلمات تشبع “نرجسيته” وتقتل نفسية أنثاه، فلو دقق قليلًا؛ لعرف أنّ بِحبّه لا تزيد ولا ببعده تنقص، بل بانتفاضة تفيض.
أريد رجلا يتوهج معي حبًّا ملتهبًا ما بين العقل والجنون كلاً سواء، فلا أريد ذكرا يترصد خطأً؛ نتيجة أفعاله؛ ليُخفي أخطاءه بحججٍ وأعذار،
فلا أريد من يتظاهر بصفات الرجال وهو لا يُعرف إلا في بطاقته “ذكرًا” طُبِعت هناك، أريد رجلا يُلملِم أخطائي إذا بدت منّي ويغرقها في بحور النسيان، ويحرق كل جسور آخرها الفراق أو الحرمان.
لا أريد من يمتنع عن القيام بواجباته عند الخلاف؛ خوفًا على ذكوريته؛ فيَقمعُ أنثاه، أريد من يتحلّى بشيم الرجولة والنخوة حتى النخاع.
لا أريده شخصًا يحيا لإسعاد ذاته ومتاعِها الوقتي، وما سوا ذلك في الهباء، أريده يفكر ويدقق أولًا في كيفية إرضاء ربه، ومن بعدهِ شريكة الحياة بعلاقةٍ صادقةٍ بلا جفاء.
يتبع “الجزء الثاني”
هناء موسى جادالله تكتب ↓رجل أنت أم ذكر؟!
