(((( رفـــــاق الجنـــــة ))))
كتبها / محمود جنيدى
قال سيدى وتاج رأسى “البر لا يبلى ، والذنب لا ينسى ، والديان لا يموت ، إفعل ماشئت كما تدين تدان ” ..
كلمات جامعة شاملة .. فهل وعينا منها شئ .؟؟.
جاء شاب إلى الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه يسأله الخروج معه للجهاد . قسأله الرؤوف الرحيم : أبقى من أبويك أحد .؟. يعنى هل بقى من أبويك من هو على قيد الحياة.؟. فقال الشاب : أمى يارسول الله . فقال له : فارجع ففيها فجاهد .!!.
الأم . قال أمك ، قال ثم من .؟. قال : أمك ، قال ثم من .؟. قال : أمك .. ثلاث مرات .
سأل موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، سأل ربه :
يارب أخبرنى من رفيقى فى الجنة .؟.
قال له ربه : إذهب وابحث عنه ىفى الصحراء .
فذهب موسى عليه السلام يبحث فى الصحراء ، فإذا به يرى شابا فتيّا يحتطب . فقال له موسى عليه السلام : أنا ضيفك . فقال له الشاب وهو لا يغرفه أهلا بضيفى ..
وجلس موسى ينتظر حتى انتهى الشاب من جمع الحطب ، فحمله على ظهره ومضى ومعه ضيفه ، وباع الحطب ثم اشترى بثمنه الطعام واللبن ثم توجه إل بيته ومعه سيدنا موسى ، فوضع مابيده من طعام ، ثم اتجه إلى ركن الغرفة ويرفع يديه إلى أعلى فى اجاه ( قفة ) وهى شئ يصنع من سعف النخيل ، ويعرفها أهل الريف ، ليستخدم فى تخزين بعض مستلزمات المعيشة .
كان الشاب يترفق بها وهو ينزلها حتى وضعها على الأرض ، فإأذا بها سيدة عجوز لم يبق من جسدها إلا جلد على عظم . وجلس الشاب يفت لها الخبز فى اللبن ويطعمها ويمسح لها ويزيل عنها ما يتساقط من طعام ويسقيها حتى شبعت .
فسألها : أشبعت .؟. قالت نعم . قال أولا تحتاجين أكثر .؟. قالت : لا.. وأسأل الله أن تكون رفيق موسى فى الجنة ..
فانتصب سيدنا موسى عليه السلام قائلا :
أنا موسى بن عمران وأنت رفيقى فى الجنة ..
ماتفعله لأبويك سيفعله لك أولادك .. إن برا وخير ، فبرا وخير .. والعكس صحيح ..
أصبح بر الوالدين فى هذه الأيام ( موضة قديمة ) ( عملة مابتروحش ) ياعم انتوا ( أجيال انقرضت ) .!!.
ونقول ” ربنا بيعمل فينا كده ليه .!!.
صحابى جليل جاء إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم وقال يارسول الله : أدع الله لى أن أكون رفيقك فى الجنة .. فقال له الحبيب : لا ، بل رفيقك فلان .. قال ومن فلان هذا .؟. قال : اذهب وابحث عنه .
خرج الصحابى يسأل الناس عن ذلك الشخص الذى أخبره به الذى قال عنه ربه تبارك وتعالى ” وما ينطق عن الهوى ” صلاة الله وسلامه عليك سيدى وتاج رأسى يارسول الله ..
سأل الرجل فقالوا له ستجده فى سوق العشابين ( يعنى سوق العطارين ) ، فلما رآه وجدههيأته لا تدل على أى صلاح ، فكيف يكون رفيقه فى الجنة .؟.
قال له : أنا ضيفك . قال له الرجل : فبشروط الضيف .!. ( يعنى أن يلتزم بغض البصر ، ولا يتحدث إلا أن يؤذن له ، وإن تحدث فبصوت خفيض ) . بشروط الضيف ، قال نعم ..
اصطحب الرجل ضيفه إلى بيته ، وأجلسه عى حصير ، ثم ذهب الرجل ليأتى بزجاجة خمر فيصك فى ” كأس ” ويمد إلى الضيف الذى رفض فى ـافف وتقزز لكن دون أن ينطق بكلمة ، إلتزاما بشروط الضيف .
وبعد أن فرغ الرجل من تناول الخمر ، سأله الرجل الصالح : ألم تصلى يوما ما .؟. قال لآ .. ألم تنفق فى الخير .؟. قال لا .. ألم تقم ولو بعمل صالح أبدا فى حياتك .؟.
قال الرجل : لا .. فقال له الرجل الصالح : تذكّر ، قال الرجل لا مافعلت .. وأعد الشيخ الصالح القول للرجل : تذكر فربما فعلت .. فسرح الرجل بذهنه واستغرق فى التفكير ، وبعد لحظات قال : منذ سنوات ليست قليلة طنت أسير فى طريقى ليلا ، وإذا بامرأة تستوقفنى وهى تبكى ( وهى من الأشراف ) فسألتها ماذا بك .؟. فقالت وقد اختنق صوتها : هجم علىّ أشرار ونالوا منى وأنا الآن حبلى فاسترنى . قلت لها وإن رفضت .. قالت حقك .. قلت وإن فعلت .. قالت : أنا لك خادمة ..
قال الرجل فأخذتها وتزوجتها وسترتها ، وأنجبت طفلتها فأعطيتها اسمى ، وكبرت البنت وتزوجت وأنجبت .. وماتت الأم .. ولم يعلم بسرها إلا أنا وهى وأنت الآن ، حتى ابنتها لم تعلم بشئ من هذا ..
وهنا .. تهلل وجه الشيخ الصالح ،وقال له : فبعملك هذا أبلغنى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنك رفيقى فى الجنة ..
يا الله ..
رفااااق الجنة .!!.
لا تدرى من يكون رفيقك فى الجنة .. وأيضا ، لا تدرى رفيق من أنت فى الجنة .!!.
فقط .. استحضر الله دائما فى قلبك .. خلى ربنا دايما فى قلبك .. اجعله تجاهك دائما .. واعمل بقلب متجردا من الغش والنفاق والرياء .. فربما تعمل عملا يكون طريقك إلى الجنة ..