سامح رشاد يكتب
(إلي من لا يهمه الأمر إلى السيدة باء)
هأنذا قد أعددتُ لكِ المائدة
متى تكشفين عن نقابكِ لي؟
فسوف آتيكِ سعيًا..
فرغ الصبُر إلا منكِ
ولم أعد بحاجةٍ إلا إليكِ أيتها الأخاذة المأخوذة بكِ منكِ
أنتِ أقرب إلىّ من حبل الوريد وتسكنين قاعِ العين
ولكنى لا أكاد أبصركِ
ولم يتبق لديّ من الزادِ سوى الوجعٍ وعصارةِ الأحداقِ
أعجن بها جمارة الروحِ
فقلت : أتحشاكِ
فإذا بى مصلوبٍ على جذوعِ النخلِ وفي مداخل البيوتِ والطرقِ
والقصور ازينت أبوابها وفُتِّحتْ وأنا فى الفراغ أتلوى من الألم والجوع
ولم يتبقى لديّ إلا عطركِ
أدورُ به فى الطرقاتِ كالضالين
إلى أن تنهزمُ الظلالُ
ويفيح النهارِ
وأراكِ
آتيةً
ومشرقةً
فلماذا أخفيكِ؟ وأنا يقظ أحفظ دقائق وجهكِ وتفاصيل شعركِ المنتصبِ على أخاديدالظهر
وخواتم الجسد الخضراء
وسنابل الردفين الكهرمانيتين
وقناديل الشفاه البازغة
لن أخفيكِ الآن… إذن أنتِ لاشيء وأنا كلِ شيء
أنا أول الحرف
وأنتِ آخر الكلام..
أنا أول الضوء وأنتِ آخر الظلمة
أنا الأبد والأزل وأنت اللحظة المجزوءة لاغير
أنا السدرة وأنت الهاوية
أنا………… وأنتِ باء مُهملة.