يقولون أن الإنسان كلما ازداد علما ازداد حزنا
فربما في الجهل بعض السعادة
أو ربما أنا فهمت ذلك وقررت ذلك في طريقة بحثي عن السعادة
يقول سير أوليفر هولمز” الموت يهمس باستمرار في أذني: عِش، فأنا في طريقي إليك.”
ولكنني أراقص الموت كل ليلة ولا يهمس لي بذلك؛ ربما يعلم أنني لا استطيع العيش في الحياة أكثر من ذلك
الله خلق الحياة للإنسان فلِمَ الحزن؟
لقد قررت الاستمتاع بكل شيء في هذه الحياة فأنا أيامي معدودة
كل شيء؟!
نعم
حتى المحرمات؟!
ولِمَ لا؟!
ولكن من قال لك أن أيامك معدودة؟
أنا أشعر بذلك
يقولون أن الميت قبل وفاته بأربعين يوما يشعر بذلك
سأتوقف عن قراءة النشرة الداخلية لجميع الأدوية التي يكتبها لي الطبيب
فأنا دائما أقرأ الأثار الجانبية وهذا يمنعني عن تناوله والشفاء
حقا كلما زاد علمي زاد خوفي وحزني، لا بأس سأتوقف عن هذه العادة
سأجرب شرب القليل من الخمر وسأحرص كل الحرص ألا اتجاوز حد الإدمان
أعلم أن فيه إثم كبير ومنافع للناس وإثمه أكبر من نفعه
ولكن يقولون أن الضروريات تبيح المحظورات
كيف لرجل في مثل عمري هذا ولم يذق حتى الآن طعم القُبل من فم النساء؟!
حتى في أحلامي جميع النساء عرايا وكلما اقتربت من إحداهن تتلاشى
فمي يتذوق فقط طعم أدوية الاكتئاب، حتى السجائر منعتُ عنها منذ كنت طفلا حينما رأني أبي ولسع يدي بها حتى لا أكررها ولكنني سأعود إليها الآن
ماذا عن الصلاة؟!
الصلاة؟
نعم
في بادئ الأمر كنت لا أترك صلاة ثم بدأت أسرح وأتلعثم..
ثم ماذا؟!
ثم تركتها كما تركتني السعادة
أنتظر، لا تقل لي أن السعادة تركتني كما تركت الصلاة، هناك من يصلي وليس سعيدا
حسنا لن نتناقش في الدين ولكنك أنت من يقول ذلك
من مطربك المفضل؟!
ليس لدي مطرب مفضل، أنا لا استمع إلى الأغاني
يقولون أنها محرمة ولكنني سوف استمع إليها الآن
هل أحببت يوما؟!
الحب محرم
من قال لك ذلك؟!
كان أبي شيخا، إمام مسجد، يصطحبني معه في كل صلاة، المذياع في البيت لا يذيع سوى القرآن الكريم، أمي امرأة لا حيلة لها، أختي تكبرني بعامين، تزوجت وهي في عمر العشرين من شيخ يكبرها بعشرين سنة، أتذكر جيدا لحيته البرتقالية، كنت اشمئز من لونها حينذاك
كيف ترى نفسك؟
الناس يقولون …
توقف.. لا أريد مايقولونه الناس عنك
أريد أن أعرف كيف ترى نفسك؟
لا أراها
لِمَ؟
نفسي أمارة بالسوء
كيف؟
نفسي تريد كل ما هو ممنوع لذلك
أريد التخلص من الحزن والألم، أريد أن أركض وأطير من السعادة
كيف؟
لقد مللت من جهاد نفسي، تعبت من الركض وحدي، أريد الاستسلام والخضوع.