نسرين ميساوي تكتب “إعجاب متخفٍ وراء مخاوف الماضي”
لا تتحكمي بي أيتها المشاعر الجميلة، إني اتظاهر بالقوة و الصمود فلا تجعلي كل تعبي يصير هباءً، إني أقاوم منذ مدة عاصفة الإعجاب و لا أريد منها أن تتحول إلى غيوم تمطر حبا، إني أقاوم حقا و لعلي أصيب في وصفي عندما أقول أني أقاوم قانون جاذيبة الحب، صحيحا أني لا أجيد حل ألغاز الفيزياء لكني قد حللت كل عقد هذا القانون الجديد، و رغم هذا فإني أتظاهر بعدم تمكني و فهمي لهذا القانون، محاولاتي في إخفاء إعجابي و بحثي المتواصل لازالت ناجحة لحد هذه اللحظة، فلا تصدري بحقي حكم البوح، لست مترددة في شأن إعجابي لكني متخوفة من ردة الفعل، و أكثر من هذا فإني قلتها و لازلت أعيدها “إعجاب”و لعل هذا يجعلك تتمهلين في طرقك لباب الإعتراف.
فحتما لازلت هائمة في تفكيري.. أحيانا يحتويني شعور اللامبالاة و أعاتب نفسي بتعلة أني صرت واعية و لا يجدر بي الإنحدار وراء ميولات قلبي خاصة و أني في سن تعتبر أول درجات التخطيط لبناء مستقبل تعتريه الطموحات من جميع الجهات و في جميع الأوقات، أعاتب نفسي عن التجارب السابقة التي كان مآلها الفشل و أرى أن هذه أيضا لن تكون بالناجحة، أرى عيوب شخص معين في جميع الأشخاص و أرى نفسي المخطئة و المسؤولة الأولى عن كل ضرر معنوي حدث و عن وقت ضاع في مهب الريح، ألوم نفسي و بشدة و أعاتبها، لذلك فإن كل ما أصبحت أريده هو الصمود أمام مشاعري و تحديات قلبي، فلا تصرّي على الظهور للعلن..
ليس من السهل تقييد النفس بأغلال الماضي و المستقبل و وضع حد لتأملات القلب في حب صادق كعوضٍ عن خيبات سلفت، ليس من السهل حتما إقناع نفسك بحقيقة أنت من إخترعتها للحد من نبضاتك المتسارعة كلما ذكر شخصك المستبعد أو لمحته أو تبادلت معه بعض الكلمات في غير موضوع، حقيقة الميل نحو الفشل التي أوهمت بها نفسي ليست إلا زيفا و إفتراءً على وجداني و أحاسيسي..
إعترافي بإرتداء قناع الكذب أمام مشاعري لن يجعلني أتراجع في صمودي بل ربما سينفيه في أحد الأيام.. لا أدري كم سيتواصل صمودي لكني على يقين أنه لن يطول، فحتما ستنهار قوايا على المقاومة، و حينها لن أستطيع الوقوف أمام أي إعتراف قد ينبع من قلبي.. رغم كل هذا فإني سأواصل الإخفاء ما دمت قادرة على موصلة المسير في هذه الخطة، إلى حين إشعار آخر…