صفاء المنطاوي تكتب
ما في قلبي
أعلمُ كل ما تفعله، فأنت لم تتغير،
أمّا أنا فقد تغيرت؛ فلم أعد أهتم،
لم تعد تعتليني الدهشة نفسها عندما أعرف،
لم يَعُد قلبي يغلي، ولا تأكله النار؛
فهي لم تَعُد تشتعل؛ فلم يَعُد هناك ثِقَاب.
لقد أصبحتُ بدمٍ باردٍ، أو بالأحرى مُثلج.
سبحان مغير الأحوال!
أو دوام الحال،
لم أَعُد أهتم لما يحدث حولي، أو ما تفعله،
أصبحتُ متصالحةً مع نفسي وأحبها كما هي،
أبكي، أضحك، أَزيد، أو أَقل في الوزن،
كله عندي سِيّان؛ فأنا يعحبني حالي، ولن أغيره، إلا إذا أردت،
لن أفعلَ شيئا من أجل شخص، بل من أجلي؛
فأنا أعرف قيمتي، وأنّي سيدة النساء،
ليس ذنبي أنك أعمى وتنظر للقمامات؛
فأنا لا يَلفِتُ نظري كل مَنْ صادفته،
يمكن أن يخدعني حَدْسي، ولكن سرعان ما يستيقظ؛
فأنا لا يَلفِتُ نظري إلا كل رجل ليس حامل للّقب فقط،
وإنّما اسمٌ على مُسمّى، ورجلٌ ليس لديه وقت للتفاهات،
رجلٌ يعمل، ولا يجذبه، أو يشغل وقته إلا العمل الجاد،
وأنتَ لست منهم، ولكن فات الأوان!
ليتني لم أكن بهذا الكم من السذاجة ولم يضعف قلبي ويُحب!
لقد نفد حُبّي مع كل موقفٍ كَسرَ أَضلعي قبل مشاعري،
واستباح دمي وامتصه وتركني في هُزال!
لقد كرهت الحب نفسه قبل الشخص،
أصبحتُ إنسانةً أخرى، يُخاف منها، بل لابد من عمل حساب؛
فالعقل أصبح المسيطر برغم بكاء العين،
فكل دمعةٍ تنزل أنت سوف تُسأل عنها ،
ولكن ليس اليوم؛ فلم يحن الأوان،
داخلي وحش كاسر ،أنا من يحتجزه،
ونِصفي الآخر يحاول ترويضه،
أصبحتْ حياتي كلها حسابات،
والصمتُ هو السائدُ برغم ما يدور بداخلي،
برغم ألمي وقلبي المنفطر! وضعفي الذي يَحتجب.
سنواتٌ من عمري ضاعت هباءً
لإرضاء من ؟!
من أجل ماذا ضحيت بنفسي؟!
من أجل من نسيت نفسي؟! لأتذكره؟!
وهو لم يتذكرني يوما إلا لسبب وغير ذلك أنا لا شيء!
أنا الآن أعيش بلا هدف، بلا حياة بلا حرب، بلا قلب،
مع الدموع والكبت، وامتلاء صدري بما لا أَود قوله؛
فأنا لم أَعُد أتحدث عن آلامي، بل أضحك!
ولكنّي مُكبّلة بما يَقتلُ ويسببُ الاكتئاب،
لكنّي قوية برغم ضعفي، وأعرف كيف أخدعك،
وأظهر العكس.. تراني سند.. تراني أَصمد.
وأنا قلبي يعيش مآساة!
أعيش وأنا فاقدة للحياة!
مجرد دنيا، وأنا ضيف ثقيل
ينتظر الرحيل؛ لكي لا يكون غير مرغوب؛
فهو يعلم أنّه ثقيل، لأنه لا يملكُ ما يجعله محبوبًا،
أو بالأحرى شخصٌ يُخاف عليه من المرض والفقد،
ولكن الدنيا مصالح، وهو لا يعمل بأى منها؛
لذا إذا ذهب خَفّ حمله، وتم التخلص منه،
ولكن الله يمهل ولا يهمل،
وأنا وكلته..
“ما في قلبي!” “ما في قلبي!”.