جريمة الصباح
……الرابعة صباحا في الشتاء لاشيء سوى صوت الرعد والمطر وظلام يسود المكان كل شيء هادئ تقريبا إلا تلك اللعينة التي في المرآة لا تكف عن الثرثرة ومناداتي نعم إنها أنا أو ربما نسختي الأصلية كانت دائما تهمس بإسمي وكنت لاأبه لها تستفزني كثيرا وتثير غضبي في كل مرة أنظر فيها إليها كانت تعاتبني على مافعلته بها وبما أنني لست مثلها لا أستطيع التحكم في إنفعلاتي وغضبي كنت أضربها حتى تجرح يديا ولكن صوتها اللعين لم يخرج من رأسي كانت تحضر في كل المواقف التي مررت بها وتقول لي بإنها لو كانت مكاني لما فعلت هكذا لأنها تظن نفسها أفضل مني سحقا لها كم هي غبية تتحكم فيها مشاعرها وتعامل الجميع بلطف حتى من أساؤا لها لاتغضب ولاتعرف معنى الحقد والكراهية تستحق أن تبعثر وتمزق على فكرها البائس وأحساسيها المفرطة …لكن هذا الصباح لم أكن في مزاج يجعلني أتحملها ولاأكترث لها نهضت من سريري ووقفت أمامها لم أتفوه بكلمة تركتها تثرثر كالمجنونة لوحدها تريد الخروج لمساعدتي لن ادعها هذه المرة تتحكم بي مجددا ابتسمت لها إبتسامة شر وإستهزاء ورميتها بكل برود من الشرفة فسقطت وتبعثرت لقطع صغيرة على طول الشارع … عدت إلى سريري فعادت ووقفت أمامي مجددا أي لعنة أنت حلت على رأسي هذا الصباح إتجهت نحو مطبخي وأخرجت من الدرج سكينة خبأته وراء ظهري وإدعيت أني سأكترث لها كما فعل معظم الناس الذين قابلتهم في حياتها ولاتزال غبية ولم تتعلم الدرس فأردت تلقينها إياه هذه المرة بشكل جيد من خلال غرس السكين ف قلبها ولم أكتفي إلا بعد الكثير من الطعنات حتى سقطت جثة هامدة وفاضت دمائها نظرت للمرأة الأخرى فلم أجد من أثرها سوى بقع دمائها على وجهي فوضعت إصبعي عليها وكتبت في المرأة حمقاء بدمائها ثم حملت جثتها ورميتها في بئر حديقتي لم يتبقى منها سوى بعض الأصابع الذي قطعتهم وهي تنظر وبقع الدم على الحائط نظفت الفوضى وعدت إلى نومي أخيرا الآن هي لا تناديني لكن أحيانا يراودني طيفها ويديا الملطخة بجريمتها وصراخها البشع لكني لاأكترث ولم اندم وان سمحت لي الفرصة سأعيد الكرة….أظن ان الحياة ليس فيها مكان لحمقى مثلها لم يتغيروا مهما عصفت بهم الايام أذكر أن شخصا داس ظلي بالغلط فنقمت عليه طيلة حياتي وكنت لا أعرف سوى السواد والكره ولهذا أحسد هؤلاء الأشخاص الصادقون و البريئون أما أنا فكنت دائما أحاول السيطرة على وحش بداخلي إلا انه خرج وكشر عن انيابه ومخالبه للعالم أنا حذرتهم ولم يكترثوا ليتحملوا العواقب إذن
سليمة بن غازي من تونس تكتب جريمة الصباح
