منذ أن أصبح الإنسان أكثر سعيا نحو التطور وهو يبحث دائما فى مجهول لمحاولة تفسير ماحوله ولكن ماذا لو كان هذا الأمر الغامض يحمل بداخله غموضا أكثر سيصبح الأمر أكثر تعقيدا ومن هنا يأتى دور العلماء لتفسير هذا الشئ الغامض لأن كلما زاد الأمر غموضا زاد الإنسان فضولا لمعرفة ماوراء هذا الشئ
تبدأ الأحداث فى غابة مظلمة لاتغرد فيها الطيور حيث لايوجد حيوانات الأمر يشبه غابة الموت المسكونة (أوكيغاهارا) حيث يظهر هذا الوحش من بين الأغصان وتبدأ صرخاته فى اكحل الظلام حيث يلازم كهوف ماتحت الارض يصطاد فرائسه ويفتك بهم انه الشيطان الذى يسكن الغابات انه أكل لحوم البشر (الوينديجو) بدأت تسميته بهذا الاسم فى القرن ال17 عندما جمع المبشريين الفرنسين بعض كلمات القادة من السكان الاصليين لأميريكا (الولايات المتحدة الاميريكة) فى زيارة الى ارض قبائل ألجونقويان وبعده اصابت المجموعة بمرض ولم يصبح لهم أى أثر ومن ثم ارسلوا بعثة جديدة إلى نفس المكان لبحث عن مجموعة القديمة مع البحث المتواصل فى غابات المحيطة عثرو عليهم فى وسط الغابة ولكن اذ بهم قد تغيرت هيئتهم وتحولو الى كيان اخر إلى اشخاص مرضى بالجنون والجوع والخوف ولكن ليس أى جوع أنه الجوع للحم البشر
يسكن الوينديجو الغابات في شمال الولايات المتحدة ووسط كندا. واسمه يرتبط بالقبائل الهندية من وجهة نظر الهنود الحمر الذين يعيشون في منطقة البحيرات الكبرى ، فإن جسم الوحش شبه شفاف ، وصُنع هيكله العظمي وقلبه من الجليد. لا توجد أصابع على يد Wendigo ، تبرز الأنياب الصفراء الضخمة من الفم بدون دم. يتحرك الوحش بسرعة وبصمت كبير ، من الصعب ملاحظة ذلك حتى تقترب.
يصف الصيادون في (أجيبوا )ظهور Wendigo بهذه الطريقة: “هذا مخلوق عملاق طوله مثل شجرة. لديه أسنان حادة ومخالب طويلة وعينان مضئتان ولسان ضخم ، جسده كله مغطى بشعر محسوس. عندما تمر الزقزقة ، تترك آثارًا عميقة ممتلئة بالدم. يسمع أنفاس الهسهسة لعدة أميال ، والرائحة الكريهة التي تأتي من جسده تشبه رائحة الجثة المتحللة. “
الوينديجو اشبه بالغول موجه بشكل جيد في الظلام ، ويعرف كل شبر من أرضه ويمكنه تغيير الطقس بمساعدة السحر الأسود. إنه شديد الشرسة ولا يشبع ، لكنه يصنع أحيانًا مخزونًا أو قطعًا من اللحم البشري على أغصان الأشجار أو يدفنها في حفر محفورة بمخالب حادة. يأخذ الوحش الغاضب الأسرى والأحياء ، ويؤسفهم الحظ في عرينه في حالة انقطاع التيار الكهربائى
فى قبائل ألجونقويان اصبحو واثقين تماما بأن مجموعة المبشريين قد تحولو والتهموا بعضهم البعض لذا قررو ان يكونوا فى أستعداد دائم لهم
كلمة (وينديجو) عند قبائل الأصليين تعنى الشر الملتهم حيث انهم يرون ان الوينديجو هو عبارة عن انسان عادى وقصة تحولوه الى وحش لها روايتين
الرواية الأولى:أن واحدة من تلك القبائل كانت فى حرب شرسة مع قبيلة اخرى وكانو على وشك الهزيمة دخل أحد المحاربين الأكثر شجاعة في اتفاق مع الشياطين الحرجية على ان يسلم روحه لشيطان مقابل ان قبيلته تنتصر فى الحرب والتقط صورة لعملاق هش قوي للغاية.
بعد هزيمة الأعداء ، الارواح الشريرة سيطرت عليه وفشل البطل في استعادة شكله البشري وانضم إلى صفوف أكلة لحوم البشر الشريرة. بدأ زملائه السابقون في قبيلة Wendigo ، لأنه ، بعد أن أخذ صورة الوحش ، أصبح خطيرًا للغاية ، لا يجنب الأطفال ، ولا كبار السن ، ولا النساء ،فماكان على اهل قبيلته الا ان يطردوه بعد ان كان سبب فى أنتصارهم
الرواية الثانية : اثناء الحروب الأهلية بين القبائل الاصلية لاميركيا الجنود كانو يقيمون فى وحدات عسكرية بعيدة فى الصحراء وفى واحدة من تلك المعسكرات حدثت الفاجعة ,هذة الوحدة تمت حصاره وانقطع المداد عنه لمدة ثلاثة أيام مما تسبب فى حدوث مجاعة بين الجنود ولكن من بينهم كان هناك جندى فعل مالم يتوقع فعله فى احدى الليالى هجم هذا الجندى على احدهم وفتك به ثم بدأ فى اكل لحمه وكان دافعه الجوع\
بالنسبة لتلك الاساطير فأن اكل لحم البشر يمنح قوة رهيبة منه قراءة الافكار والشفاء وغيرها لم يكن على السكان الاصليين الا استخدام السحر الاسود ضده لتدخله فى لعنة أبدية.
الهروب من الوحش يكاد يكون مستحيلاً. يتحرك العملاق أسرع من الرياح ويمكنه اللحاق بضحيته في غمضة عين. هناك رأي مفاده أن Wendigo يشبه الزومبي أو مصاص دماء ، لذلك يمكنك بسهولة قتله برصاصة فضية أو طعنه بحصية أسبن. لسوء الحظ ، هذه الأساليب لا تعمل على الغول.
كان دافع الوينديجو الوحيد هو الجوع ورغم الشبع يظل جائعون وبسبب الجوع فأن ظهور تلك الكائنات يكون غالبا مصحوب باليالى الشتاء القارصة لذلك الشعوب الاصلية تقوم بعمل طقس شتوى سنوى لتحميهم من كائنات الوينديجو
فى عام 2001 تم تصوير فيلم الرعب والغموض ليجسد تلك الاسطورة (Wendigo) بطولة باتريسيا كلاركسون وجيك ويبر وإريك سوليفان
واليوم ، يعتقد الكثيرون بجدية بوجود وحش غابة شريرة. وتفيد التقارير أنه في الألفية الجديدة ، زُعم أن وينديجو شوهد في الشمال الغربي من أونتاريو ، بالقرب من مدينة كينورا. وفقًا لشهادة الصيادين والتجار المسافرين والمسافرين ، غالبًا ما يظهر الوحش على شاطئ بحيرة فورست. وفقا للأساطير ، على وجه التحديد في هذه الأماكن هو عرين الغول الشر. حصلت مدينة كينور على لقب غير رسمي لعاصمة وينديجو العالمية.
الانسان دائما يحاول ان يبحث فى الاساطير وفى الخرافات منذ قديم الازل لكن وسائل التطور العلمى تستخدم وسائل اخرى ومع ذلك يمكن ان تتجسد تلك الاسطورة بشكل اخر لذا عليك الحذر حتى لاتستيقظ صباحا لتجد الوينديجو فى أنتظارك.
بقلم /محمد عمر محمد