” أم محمود” بقلم ..شيماء يحيي
أم محمود
بعد غياب طويل عن مصر
تمت دعوتي لحضور حفلة خطوبة لأحدي قريباتي المحببات الي قلبي جداً.
كنت سعيدة للغاية لأجلها مرة و لأجلي مرات
تسألني و ما شأنك ؟
أنت فضولي للغاية و لكني سأخبرك أريد الثرثرة علي أي حال.
ليست السعادة لأجل الخطبة فقط
فهذا أمر بديهي و متوقع نحن عائلة تخطف بناتها خطفاً …كما يقال…يتهافت الخُطاب علي الأبواب مبتهلين الي الله ان ينالوا هذا الشرف العظيم.
ماذا تقول. مغرورات… نعم
نحن كذلك …و يحق لنا أن نكون…
نعود لسبب ابتهاجي الشديد بحضور الخطبة ..
السبب الأول سأقابل كل أقاربي تقريباً..
لم أري بعضهم لأعوام
السبب الثاني…
سأشاهد كيف أصبحت الاحتفالات فى مصر و ما التغيير الذي طرأ عليها…
أعشق التفاصيل ملابس المدعون …الإيماءات و الانطباعات ..الأولويات …ألقاء التحية و ردها…من كبروا ..و من تزوجوا ..و من أنجبو صغاراً . و قد رأيتهم أخر مرة وهم أطفال…كل المفارقات الكوميدية التي يشتعل رأسي بها و أنا أري أصدقاء الطفولة من الأقارب و ما أعلمه عنهم من حماقات الطفولة و المراهقة و قد أصبحوا أمهات و أباء و أشخاص مسئولون…
بلحي و شوارب و ربما كروش متدليه..الأمر ممتع الي حد لا يصدق
أُرقب نظراتهم المندهشة نحوي ..ماذا ؟
يالا الهول ..لقد كبرت أيضاً يتبعني ثلاث أطفال بعضهم أوشك أن يتجاوزني طولاً
الأدهى أنهم ينادونني ماما ، من أنتم أيها الأوغاد!! متي انجبتكم أنا لا أتذكر!
أضف إلي ذلك أني أكتسبت عدد لا بأس به من الكيلوجرامات …
و قد كنت أعاني النحافة فى الماضي ،أري نفسي بعيونهم فلا أستطيع أن أكتم ضحكاتي ، لقد أصبحت أم محمود جدا في نفسي.
لا بأس أنا أم محمود رائعة للغاية ، و أمعاناً في كوني أم محمود صعدت الي حيث يوجد العروسان حييتهم بحرارة أوصيت العريس بالعروس قائله “حطها في عنيك”…و أطلقت زغرودة مدويه بكل ثقة لم أخطط للأمر و لكنه حدث بشكل تلقائي ..أكاد أسقط أرضاً من الضحك كلما تذكرت
ما هذا الذي أفعل ؟
أين ذهبت هذه المرأة المثقفة المندسة بين صفحات الكتب ؟
أصبحت أجرب المواقف و الشخصيات و أري الأماكن و الأشخاص بعين السائح المندهش المتحمس من فرط ما يتوقعه من لذة مع كل منعطف ، يا لهُ من أحساس رائع ..ينطوي على الكثير من المواقف المحرجة المضحكة معاً ،
بحقكم ؟؟
ألستُ أروع أم محمود علي الأطلاق…!!
بقلم الكاتبة .. شيماء يحيي
بقلم الكاتبة .. شيماء يحيي
ممتاز استمري
إعجابإعجاب