إن الأدب الذى يكتب فى زمن يعاصره القارئ، يسمى بالأدب المعاصر فجاءت التسمية وفقا للإطار الزمني الذى يكتب فيه، ويمتاز بأنه يعبر عن مرحلة بعينها فى الأدب الحديث، ألا وهي المرحلة التي يعاصرها القارئ.
وهو الفترة التي أعقبت الأدب الحديث والذي يرجع تاريخه إلى بداية القرن التاسع عشر.
والأدب ليس له أي توجهات سياسية فهو يكتب ويعبر بصدق عن الذات الإنسانية وما تشعر به وما يدور حولها فهو المعبر عن عواطف الإنسان وأفكاره، ويتنوع ما بين الشعر والنثر والقصة والمقال والمسرحية والرواية والخاطرة.
ويختلف أسلوب كل أديب عن الأخر فى تناوله للقضايا الاجتماعية فيميل أحيانا كثيرة إلى استخدام الرمز دون التصريح خاصة فيما يتعلق بالسياسة وواقعنا المعاصر وتأثره بالربيع العربي وما تلاه من أحداث جعلت الغالبية من الكتاب يميلون للرمز والإسقاط في الكتابة على الواقع.
أما فيما يخص النفس البشرية وما تشعر به من معاناة يكون الأقرب فيها إلى التصريح خاصة فى شعر العامية مع محافظته على الإيقاع الموسيقى وسرعه انتشاره، لذا نجد أن شعراء العامية وجمهورها هم الغالبية فى كل دوله من الدول العربية، وكذلك نجد جمهور الروايات العامية أكبر بكثير من جمهور الفصحى، خاصة مع ظهور القنوات الفضائية ووسائل الاتصال الحديثة.
نجد أيضا تراجع دور أندية الأدب والمهتمين بها واقتصار الغالبية العظمى على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الشخصية وكأنها هي المنصة لكل أديب.
قطوف من الأدب المعاصر، جمعت فيه كتابات شعرت فيها بإبداع كل كاتب فى تناوله للقضايا الاجتماعية أو ما يحلم به لواقع أفضل. فى هذا الكتاب قطوف من ما كتب فى العصر المعاصر من أكثر من دولة عربية .
إن الأدب هو مرآة للمجتمع تعكس صورته، فاذا أردت أن تستكشف أمة من الأمم فانظر إلى أدبها.
قطوف من الأدب المعاصر، تراجم أدبية تضم أروع ما صاغته كوكبة من ألمع نجوم الفكر والإبداع فى الوطن العربي .أتمنى من الله العليم الحكيم أن ينفع بهذا الكتاب وان يساهم فى الارتقاء بالمجتمعات.
رفاعي العسيري
