رواية ساعةُ عدل للكاتب محمد فتحي عبد العال…
عنوان الرواية شائق يحملُ التركيب الإضافي ساعة عدلٍ حيث استطاع الكاتب أن يربط قيمة العدالة بالجامد الذات الساعة، ليسافر القارئ بين سطور الرواية حيث يظهر مكان الرواية وزمانها فنتحسس رمال الصحراء ونقرأ عن الطوارق وسبب التسمية ثمّ نغوص في صراع ما بين المالِ المسيطر والأخلاق وحبّ العمل، فتتراجع القيم الأخلاقية خائفة أمام سطوة المال وقوته وسيطرته على عالم الشخصيات هذا ..
تدور أحداث الرواية عن الصيدلي فتحي الذي يترك مصر كارها متجها إلى الصحراء الغربية بحثاً عن وضع مهني أفضل وهناك يجد عادات وتقاليد وأفكار متنوعة وغريبة عن بيئته التي ترعرع بها كعادات الزواج والملابس لدى قبائل الصحراء الطوارق ..كما أن عمله بالجودة في المشفى التي التحق بها يكشف لنا عن الثغرات والأغلاط الذي يشوب الأنظمة الصحية ويجعلها هشة وغائبة عن منهجية العناية بالمريض ووجهتها السعي نحو جني المال بشتى الطرق والوسائل وتحقيق النجاح الزائف عبر شراء الذمم وحسب ..
الصراعات داخل الرواية بين شخوصها متأججة ومعبرة عن أهداف الرواية فكلّ شخصية تعمل مستقلة لكسب ثقة رب العمل وجمع الثروة دون الاهتمام بالآخر . لا قيمة للإنسان إلا بما يمتلك من المال وإن كان فقيرا سيجد نفسه يبحث عن أدنى الخدمات الطبية وحتى ولو مات أو تأذى طفله لا أحد يهتم بمصيره فيظهر الطبيب السوداني مزمل وحبه لجمع المال ومرشدي والحاج اسماعيل الذي يستثمر أمواله في مجال الصحة دون الاهتمام بموظفيه ورعايتهم والدكتورة جمالات الثرثارة والدكتورة الهندية العجوز سومان ودورها السلبي بإيذاء الأطفال الصغار .
تنتهي أحداث الرواية بتقديم الصيدلي الذي نال ثقة صاحب العمل استقالته على الرغم من محاولة التمسك به، ولكنّه يرفض متابعة طريق الغش والاستخفاف بعقول البشر وصحتهم والتوجه نحو الصوفية كوسيلة لتطهير نفسه و التوجه إلى اللّه خالق الكون .
استاذة راغدة شفيق محمود كاتبة سورية
جريدة الفكر الحر 