دعوة عامة :
بقلم الأديب الشاعر /عبده مرقص عبد الملاك سلامة
دعوة عامة لكل من يرغب من الأصدقاء و لكل الناس
أصدقائى الأعزاء ..
إلى كل الناس
من باب الحيطة و الحذر أهيب بقارئى العزيزقبل قراءة ما كتبته أن يتلو المعوذتين و سورة الإخلاص و سورة يس إذا كان مسلماً و أن يتلو المزامير و يصلى صلاة الشكر و التطويبات و عدد من إصحاحات الأناجيل إذا كان مسيحياً
و الجميع يكررون رقم خمسة ( 55555)
و ذلك لأننى بصدد إتخاذ قرار يحتاج طرد كل الطاقات السلبية و الحسد , أنا أعلم إنكم لن تحسدوننى و لكن على رأى المثل ما يحسد المال إلا أصحابه و ربما من باب الغبطة أو الفرحة العارمة بما سأفعله أتحسد بطريق غير مباشر و بدون قصد
و رغم إن كل الذين يعرفوننى يدركون أننى أتبنى مبدأ ( ماذا يفعل الحاسد للرازق ) و ذلك فى شبابى لأن الحياة كانت أمامى فمهما حدث كنت أقول لنفسى مازال فى الوقت منسعاً
و لكن أعذرونى , الآن لا أستطيع أن أغامر بالبقية القليلة الباقية و حصاد العمر من ثروة و أتعرض للحسد …
كلكم تعلمون إننى أحلت للمعاش ( كرهاً لا عن طواعية ) و لكن وفقاً للقانون بالرغم من إننى مازلت قادراً على العطاء .
و الحمد لله كان الحصاد وفيراً حتى إننى خشيت أن يصيبنى التكبر و الأنانية و يعلم الله ما من صديق قابلته أو أى شخص إلا و عرضت عليه إستعدادى لدعمه المادى ( منحة لا ترد ) وذلك لما لدى من مال لو ظللت انفق كل يوم ببذخ لن ينضب حتى نهاية العمر .
و منذ أحلت للتعاقد تم تغير رتم الحياة و تغير قاموس المعاملات اليومية و صرت أسمع مصطلحات غريبة ( خرف – زهايمر ……….و غيرها من الالفاظ المتدولة فى نطاق كل بيت فيه مسن مثلى ) و التى من حسن الحظ ضعف الحواس جعلها بالكاد تصل للأذن و إن وصلت تصل مشوشة
ولذا حدثتنى نفسى و لاول مرة أصغى لها و أجدها محقة فيما حدثتنى فيه رغم إننا لم نتفق يوما . و قالت لى ( انك عشت طويلاً و عانيت كثيراً و أعطيت كثيراً و لم تقصر مع كل من يعرفك و من لا يعرفك و أسرتك و فى غمار انشغالك بأسرتك و الناس و عملك نسيتنى و جنيت على و أهدرت حقى , و الآن أراك ترفل فى الخير و تحظى بثروة يحسدك عليها كثير من الموسرين فلما لا تدعنا نعيش لنا يومين – طبعا ليس المعنى المقصود حرفياً إنما المقصود البقية الباقية من عمرى
و ظل حديثها يرن فى أذنى و يستولى على مشاعرى و رأيت انها محقة فى ذلك _ خاصة انه لا يوجد أى التزامات تعوق حركتى أو تحول دون إتخاذ قراراً سريعاً ببدء صفحة جديدة
فى كتاب العمر و إنفاق بعضاً من كل ما لدى …
و راودتنى أفكار صبيانية بان أقوم بعملية تجميل و شد وجه و صبغ شعرى و إرتداء ملابس شبابية على أحدث طراز وأن أقوم بمغامرات و رحلات و ( أشوف الدنيا) رغم إن طول عمرى عينى عليها و شايفها و شبعت منها
و اذا بالأحداث تتلاحق و تلعب الصدفة دورها و كأنها تتآمر على و تستجيب لنداء و رغبات نفسى المكبوتة
ففى اليوم التالى لحوارى مع نفسى حصلت على مكافأة صندوق الزمالة ولما توجهت لمنزلى وجدت المبلغ ناقص 200 جنيه و اتصلت بمسئولى البنك و كان لى معهم حواراً طويلاً و فى النهاية ذهبت فى اليوم التالى للبنك و تم استرداد باقى المبلغ و لن أنسى ما حييت نظرة موظفى البنك لى و خيل لى إننى سمعت همساً يقول ( يا لتفاهة هذا الرجل الذى رجله و القبر ,الم يملأ عينيه ما حصل عليه من أموال ,حقاً أن العين لا يملأها الا التراب ) و إننى لا أنكر ذلك و لكن مهما كانت تفاهة المبلغ و انه لا يقارن بما حصلت عليه و انه من المفروض اننى كنت بشيت على موظفى البنك و العملاء حتى
المهم نعود الى حوار النفس و الذى لعبت الصدفة دوراً كبيراً لمحاولة حثى على الاستجابة له ,اذ اننى اثناء تصفحى بعض الصحف و المجلات وقعت عيناى على إعلانين ظلا يطارداننى
و لذا عولت على نفسى أن أستمتع بقليل مما لدى و أن أٌقوم بتعلم الطيران ( قيادة طائرة ) و القيام برحلة الى لبنان وفقاً لهذ الإعلان – داعياً الله أن يجنبنى شر الحسد و الحقد
و عندما أعود سأرى مستجدات الاحداث
أرجو تعضيدى و شد أزرى …
يا أصدقائى الأعزاء
و يا كل من يقرأ هذه الدعوة
كلكم مدعوون أنتم و أسركم و حتى أصدقائكم و أرجو مخلصاً أن تلبوا الدعوة
صدقونى إن ما سأنفقه فى هذه الرحلة و غيرها مبلغاً ضئيلاً بالقياس لما حصلت عليه و لذا ما زلت ألح عليكم و أكرر إننى على إستعداد لمصاحبة من يرغب فى الاشتراك فى هذه الرحلة بدون مقابل و مصاريف جيب و مبلغ معقول لشراء هدايا للاهل و الاسرة ….انا لست مجنوناً كما تظنون و أخرف ,ما عليكم سوى ابداء الرغبة و سترون و عموماً
اليكم الاعلانين حتى تشجعونى بدون حسد و لا تذمر او تشاركونى رحلتى لتكتمل سعادتى
عموما أنا أجريت إتصالاتى و أكدت الحجز ( أشوفكم على خير و كنت أتمنى أن اجد من يرافقنى . لكن على ما يبدو أن العالم كله اصبح عاقلاً
و صحوت من النوم بعد رحلة جميلة مرهقة ….
عبده مرقص عبد الملاك سلامة
دشنا – جمهورية مصر العربية

