عزيزي الغائب الحاضر”أبي” اشتاقك ودائما اشتاق إليك، أجلس الآن بين أوراقك، أشتم رائحتك وأحتضن ثيابك لعل أشعر ببعض الراحة وأطمئن
الساعة الآن الثالثة صباًحا
وصدقني أذا أخبرتك أنني حقا لا أدري ما اليوم؟ هل هو الأحد أم الاثنين؟!
لِمَ؟!
لقد تخليت عن كل عاداتي، تخليت عن قراءة “ورقة النتيجة” المعلقة على الجدران والتي أبتاعها لي ابنك الأكبر”أحمد” وبالمناسبة هو من يمزقها كل يوم، ربما يأمل أنني في يوم ما أنظر إليها وأعود كما كنت ولو تدريجيا
لم أعد أهتم باليوم ولا أنتظر الغد
فقدت كل شيء، فقدت شغفي بالحياة، فقدت الأمل في الغد
وفقدتك أنت، فهل بعد فقدك فقد؟!
أدري جيدًا أنك تشعر بي، تشعر بمرضي المتكرر
أتدري؟!
أحيانا أخبر نفسي ربما كثرة مرضي بسبب اعتراضي على موتك… نعم أعترف في لحظة ضعف أنا اعترضت على موتك وكنت أتمنى أن أموت أنا قبلك
ربما يعذبني الله كي أعيد حساباتي وأمن بالموت
أما عن الشهر فأنا أعلمه جيدا”فبراير” ليس لأنه “شهر الحب” بل لأنه سيأتي بعده “مارس الحزين” كما أطلقت عليه
في “مارس” الذكرى السنوية الأولى على رحيلك، تخيل؟
مرت سنة على رحيلك، ولكن الحزن لم يمر
أتذكر حينما أخبرتك أن عمري علاقته طردية مع الحزن؟!
كلما زاد عمري ازداد حزني معه
وربما كما يقولون “الحزن يولد حزن”
أبي، ويالها من كلمة أنطقها الآن بعد تنهيدة وحزن
أنتهيت من نشر كتابك الأول” من أين جاء القمر؟!”
أتمنى أن يعجبك العنوان
لا أدري لِمَ أكتب اليوم إليك؟!
حتى الكتابة أبعدت نفسي عنها، كنت أقول أنها منفذي الذي أتنفس من خلاله ورغم ذلك هجرتها كما أهجر الحياة كل يوم
يقولون أن “كل مر يمر”
لا أدري لِمَ المر يزداد عندي مرارة ليصبح علقم كل يوم؟!
ربما هذا عقاب الله لي
ولكن هل “الله جل جلاله” يعاقب الأبناء على الشعور بالفقد؟!
أرجو من الله أن يسامحني على ضعفي ويلهمني السلوان والصبر
أنتظرك كل ليلة في أحلامي، حيث هناك نلتقي وأشفى من الحزن.
أحبك أبي.
جريدة الفكر الحر 