قراءة في فنتازيا الجائحة
الفنتازيا في الأدب هي الأثر الأدبي الذي يتحرر من قيود الشكل والمنطق والإخبار , ويطلق العنان للخيال , فتتفتح الأحداث في عالم متخيل يتناول شخوصاً غير واقعية وخيالية محضة, وغرائبية غالباً , لكن ذلك يختلف عن أعمال الخيال العلمي والتخيّل الطوباوي والفنتازيا من حيث أنها تصوّر عالماً لا يمكن أن يكون , فإذا كان الخيال العلمي يتناول أحداثاَ مستقبلية , والخيال الطوباوي يتناول ما من شأنه أن يجنبنا الأخطاء إذا ما عاد بنا الزمن , فإن الفنتازيا بحسب ما يرى بعض الدارسين كل ما من شأنه أن يستخدم المخيلة, وما يجب الإشارة إليه أن الفنتازيا جنس أدبي مستقل , تطوّر في النصف الثاني من القرن العشرين , وحقق انتشاراً واسعاً في الأدب والسينما ,ويتقاطع مع أجناس أدبية أخرى , هذه المقدمة تمهّد للحديث عن الدراسة العلمية للدكتور محمد فتحي عبد العال و المعنونة (فنتازيا الجائحة ) .
تتألف الدراسة من مجموعة مشاهد :
الأول بعنوان : جزاء الوفاء
الذي بدأه المؤلف بقصة العرفان للرسام الايطالي (تيتيان ) مروراً بالفنان (فان جوخ) والطبيب الصيني (لي وينليانغ ) لينهي المشهد في مصر مع الطبيب (محمود سامي ) الذي فقد بصره في مستشفى العزل , مما يحمّل المجتمع ضرورة الوعي فيما يخصّ الرسالة الطبية وثقافة ردّ الجميل .
الثاني بعنوان : كورونا ماي
ذكر الكاتب من خلاله ملحملتا هوميروس في ظهور الفنتازيا ليربط بها تفسيرات بعض القبائل الهندية التي اعتبرته فيروساً مقدساً وأقامت له المعابد وطقوس العبادة وساق خلال هذا المشهد بعض التفسيرات الدينية غير المستندة على منطق فهي مجرد فتاوى واجتهادات .
المشهد الثالث : ذكر أم أنثى ؟
حسمت الأكاديمية الفرنسية تحديد جنس الكلمة فانتصرت لأنوثة الفيروس المستجد وكذلك الأكاديمية الملكية الاسبانية .
المشهد الرابع : أنظمة في مواجهة كورونا
يعالج سياسة الحكومات والرؤساء في التعامل مع الفيروس وما لحق بالعلاقات الدولية بين البلدان وخاصة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين التي اعتبرتها المسؤولة عن الجائحة مما استدعى فرض عقوبات أميركية على الأخيرة , وما فعل الرئيس البرازيلي, لينهي المشهد في أفريقيا ومدغشقر تحديدا التي وجدت الحل في القضاء على الفيروس من خلال مشروب عشبي .
المشهد الخامس : حيوانات متهمة
يتحدث الكاتب عن الحيوانات التي زعم البعض أنها السبب في الجائحة من الخفاش إلى البنغول إلى حيوان المنّك .
المشهد السادس : مظاهرات كورونا
يستعرض ردود فعل الشعوب على قرارات حكوماتها بالحظر والإغلاق .
المشهد السابع : الاتصالات وكورونا
يعالج الكاتب فكرة سرت في الأوساط البريطانية أن شبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول المصنوعة في الصين هي السبب في انتقال الفيروس مما استدعى التوضيح وإعلان منظمة الصحة العالمية عن خطأ الاعتقاد السابق .
المشهد الثامن : ثروات أصبحت بلا ثمن
يناقش الكاتب الكساد الاقتصادي في زمن الحجر الصحي وخاصة النفط في المنطقة العربية .
المشهد التاسع : حضور صيني وغياب عربي
محاولة الصين تصنيع روبوت يؤدي مهامه في المجال الطبي والبحثي , وما سترتب على ذلك من ظهور مشكلات كثيرة أهمها البطالة .
المشهد العاشر : كائنات من الفضاء
يناقش الكاتب في هذا الجزء ماهية الفيروسات وما قد ذهب إليه أحد علماء الأحياء أن يكون الفيروس المستجد سقط على الأرض مع النيزك الذي انفجر فوق الصين 2019.
المشهد الأحد عشر : كلمة السرّ الإنسان البدائي
من خلال هذا المشهد يحاول الكاتب الإضاءة على بعض الأبحاث التي تربط بين وجود جين معين في جسم الإنسان فيجعله أقل عرضة للإصابة بالفيروس .
المشهد الثاني عشر : احذر اللقاح
يعرض تاريخ اللقاح وحرب الشائعات حول جدواه .
المشهد الثالث عشر : المؤامرة تحكم !!
يعرض الكاتب الشائعات حول ماهية كوفيد 19 وما نعيشه من أعراض ووفيات .
المشهد الرابع عشر : نكات الجائحة
المشهد الخامس عشر : تعدد الزوجات في زمن الجائحة
وما الاجراءات التي اتبعتها الحكومات من استثناءات في زمن الحجر الصحي للرجل متعدد الزوجات ,ويكمل الكاتب ويستذكر زواج (جوناثان جونسون) في العناية المركزة لأن العروسين مصابان بالفيروس .
المشهد السادس عشر : كوفيد الزومبي
حيث ربط الكاتب بين ما أثاره الفيروس من هلع ورعب مع قصص الزومبي في أفلام الإثارة وأفلام الرعب .
المشهد السابع عشر : اللقاح عبد الله
يتحدث عن الاسم الذي اختارته كوبا لثاني لقاح لها من الفيروس .
المشهد الثامن عشر : التباعد والحمار والقطة
يوضح الكاتب استخدام الصور لشرح أهمية التباعد المجتمعي والتقيد بإجراءات الوقاية .
المشهد التاسع عشر : الحيوانات للكشف عن كوفيد
يتحدث الكاتب عن استخدام الكلاب في اكتشاف الحالات الإيجابية لمرضى كوفيد .
فنتازيا الجائحة كتاب يحمل المتعة والفائدة وكثير من الحقائق من خلال ربط منسجم ولغة بسيطة مناسبة , وتسلسل مشاهد يجعلك فعلا أمام صورة مرسومة بالكلمات ,
أبارك للكاتب العزيز د. محمد فتحي عبد العال منتجه الأدبي الفريد و أقول بحق كتاب يستحق شغف القراءة .
** ضحى جهاد أحمد /كاتبة سورية /
جريدة الفكر الحر 