الكاتب محمد جراحي يكتب – تلك الصيغة
النص:
الكل غريب من حولي
و غريب أنـا
لا أعرف كيف يعيش الفرد بهذا الوقت،
و بهذا الجهد،
و بتلك الصيغة … أَن يعبُد!
يعبد رب النور برغم الظُلمة
يعبد رب الخير برغم الجوع
يعبد رب الكون برغم السجن
و يعبد رب الناس برغم الوحدة
كيف يعيش الفرد بتلك الصيغة؟
أن يتعلم كيف يحب
أن يصل بمفرده
لِـمعانٍ تحتاج الشِرك
أن يتبرأ من كل مشاعره الأخري
مثلاً..
أن يكره،
أو يغضب
أن يتحول في لحظات الضعف
لـجهاد أكبر
يترك كل عبير الورد
و شمس الصبح
و أحلام العشاق.. ليتعلم!
يتعلم كيف يكون الحب
و برغم حجاب الغيب
يحب
و برغم ضياع الحب،
يحب
يكره ثم يحب، و يحب فـيكرَه،
و يبيح الكُره لفئة ما
و يبيح الحب لمأرب
بل إنْ صار يحب لأجل الجنة …
قد أشرك!
لكني دوماً أتمرد
يحيا الموت بظلمة قلبي
مثل ربيع جاء ليُزهِر !
فلتتركني أعشق كيف أشاء..
أن أعشق طمعاً في الجنة
أو أعبد خوفاً من نار
لن يمنعني أن أتعلم
فالآن أحب لأجل الآتي ..
و غدا أعشق حتي أُنحَل
أما أن تقتلني حداً !
هذا شيء قد لا يُعقل
كيف يعيش الفرد بتلك الصيغة
و عقول الأغيار تُفسِر؟
لا أجد حياتي تتقدم
و أنا أعشق أن أتقدم
أتعلم و أطبق علمي،
فكأني أحيا في المهجر
لا أجد الأُلفة في شيء
فجميع حياتي تتبخر
أحيا
في غربة قلبي بين قلوب لا تتأثر
أضجع علي جنبي ليلاً
لا أتصور أني أفهم
كيف يعيش الفرد بتلك الصيغة!
كيف يسيل الماء من الصخر المصمت!
فأنا لا أملك إلا خوفي
و عصا موسى لن تتكرر.