الكاتب أيمن موسى يكتب خائنة ولكن قصة مسلسلة جزء٢


خيانة ولكن
قصة قصيرة {2}
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن أنت أيها الحقير لتقول عن زوجتي ما تقوله؟ ولتفتري عليها وترميها بهذه الإتهامات الباطلة؟
لم يمهله صاحب الرسالة{أسير الأحزان} الوقت ليسبه أكثر من ذلك وفي نفس الوقت لم يجيبه على سؤاله ولكنه وبسرعة وكأنه قد رتب للأمر من قبل أرسل له بعض الإسكرينات المصورة لأحاديث متعددة بينه وبين زوجته من ثم وقبل أي ردة فعل منه قام بحظره مباشرة.
شعر بأن الأرض تدور به وتميد تحت قدميه فهو حتى الأن لا يستوعب ما حدث وكم تمنى لو أنه ليس إلا أحد كوابيسه المتعددة بل هو أسوأ كوابيسه قاطبة.
مرة تلو الأخرى أعاد قراءة الرسالة الأولى والتي كانت تحتوي على عبارة طويلة نسبيًا يقول فيها {زوجتك معي الأن، بهذه اللحظات نتبادل الحب والغرام بينما أنت نائم بجوارها، كم يليق بها اللون الأسود وعينها العسليتان كادتا يسلبان لبي، حتى تلك الشامة فوق{……} تزيدها جمالًا فوق جمال } كانت عيناه تلتهمان الحروف في غضب بينما يجد صعوبة شديدة في ابتلاع ريقه من أثر الصدمة، ما أن فرغ من قراءة العبارة حتى ضرب جبهته بكفيه بقوة وعنف غير عابئ بالألم فما يعتريه الأن من مشاعر يفوق أي شعور بالألم.
بحركة لا إرادية قام بفتح بقية الصور لقراءة بقية الأحاديث المصورة، إحدى هذه الصور كانت تحتوي على عبارات متبادلة من الغزل والحب والهيام، وأخرى كانت زوجته تشكوه وتتهمه بالإهمال وأن الحياة بينهما أصبحت مستحيلة، وبإحدى الصور كان {أسير الأحزان} يخبرها بأنها يجب أن تطلب الطلاق لتتفرغ له وأنه سيساعدها بجعل زوجها يطلقها وأنه سيعوضها كل ذلك بعد أن يلتقيا الأسبوع القادم كما قررا ذلك. في رسالة تالية كانت تتساءل ماذا لو رفض الطلاق؟ بينما كانت إجابة {أسير الأحزان} بأنه إن حدث ذلك فيجب أن يتخلصا منه للأبد ولكن دعينا لا نستبق الأحداث.
كاد يجن جنونه وهو يرغي ويزبد ويقول كيف لها أن تفعل بي ذلك؟ هل كانت تدعي المثالية طوال هذا الوقت؟ كيف نجحت بخداعي وادعاء التدين طيلة تلك السنوات؟ هل كنت ساذج لهذه الدرجة وأنا أظنها وفية لي ولسنوات العشرة التي جمعت بيننا؟ شعور لا تصفه الكلمات، لا شك أنه كابوس مرعب فكيف لزوجته وأم أطفاله أن تخونه؟ هل أصابها الجنون لتفعل به وبأولادها هذا؟ كيف لها أن تجلب لهم العار بفعلتها القبيحة؟ كيف لها أن تخون ربها ودينها فلا تحافظ على الرباط المقدس والذي جمع بينهما؟
جلس خلف مكتبه يفكر مليًا كيف ينتقم لشرفه وكيف يجعلها تدفع الثمن غاليًا. ماذا يفعل بعد أن اكتشف بنفسه فعلتها الدنيئة، هل يقتلها؟ أم يطلقها بعد أن تتازل عن حضانة الأطفال وعن جميع حقوقها؟ وبينما هو يفكر تعتريه نوبات الغضب والجنون تجاهل الكثير من رسائل {ريم الفلا} إليه وهى تعاتبه في حب وهيام على غيابه عنها وعدم رده عليها، حتى أنه تجاهل إتصالها عبر خاصية الفيديو فلم يجيبها كما تواعدا على ذلك. أغلق الهاتف فمع كل إشعار يأتيه كان يثير أعصابه ويوترها فهو وبهذه اللحظات لم يكن يفكر سوى بشئ واحد وهو كيف يمسك بها وهى متلبسة بالجرم المشهود، وكما بدأ الأمر بتسلله من فراشه على أطراف أصابعه تكرر الأمر مرة أخرى ولكن هذه المرة عكسيًا باتجاه غرفة نومه.
مر الوقت عليه ثقيلًا وكأنه دهرًا طويلًا حتى المسافة من غرفة مكتبه إلى غرفة النوم والتي لا تزيد عن عدة أمتار أضحت وكأنها ماراثون طويل لا ينتهي، ها هو يسير كاتمًا أنفاسه يحرص كل الحرص على عدم إصدار أي صوت ينم عن وجوده، ما أن إقترب من باب غرفة نومهما حتى أنصت مليًا عله يستمع لشئ ولكن هيهات فالصمت وحده كان سيد الموقف. نظر من ثقب المفتاح وليته ما نظر فزوجته المصون تتحدث هامسة على وجهها علامات السعادة بينما الإبتسامة لا تفارق شفتيها، كانت تتململ في فراشها وشعرها الأسود الفاحم ينساب على قميصها الأسود الشفاف، تذكر فحوى الرسالة عندما أخبره عشيقها أن اللون الأسود يليق بها وكيف وبكل جرأة أخبره عن تلك الشامة بجسدها. بهذه اللحظات فقد رباطة جأشه فأصبح كثور هائج تطارده مئات السكاكين الموجهة إلى رجولته وكبرياءه وكرامته، أخذ نفسًا عميقًا ومن ثم وبكل غضب وفي عنف شديد دفع الباب بكل ما أوتى من قوة ومن أن كسر الباب وفتحه حتى رأى مالم تصدقه عيناه، ليته ما عاش حتى هذا اليوم ليته كان نسيًا منسيًا قبل أن يرى هذا بأم عينيه فهو ورغم كل شئ لم يتصور أو يدور بذهنه أبدًا أو يشك للحظة واحدة أنه سيرى ما يراه الأن.
يتبع
الكاتب أيمن موسى

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.