صفاء المنطاوي تكتب. الفريسة
سبحان من اعتقد أنه كل التمني
وهو لم يكن غير ذئب متدين
جعل الدين ساتر لأغراضه الدنيا
والشرف فضيلة بعيدة كل البعد عنه
يُمني الفريسة بما تفتقده
ويجعل من كلامه المعسول مخدر
وقلبه بالحقد والغيبة و الكره ينضح
يلبس قناع العفة ليشّف ويفضح
يُهديك الرقة والعذوبة من كلامه
والورد يكسو ويغطي النوايا
وهو في الحقيقة ينهش ويأكل
كل فضيلة لديك ليُعري
لتصبحي مثل الأخريات لحمك مُتدني
ف يهدأ باله ويستكين لأنه وصل لهدفه
ويبحث عن فريسة آخرى ليجعلها عبرة
ويقنع نفسه أنه قُدوة وأنه للدين ولي
وهو في الحقيقة بعيد كل البعد عنه
يحاول تدنيس كل أرض يطأ
ليضع قدمه و يستوطن
ويقول ها أنا ذا ذو عقيدة
من اتبعني نال الشهادة
ومن ابتعد عني لعنة الله عليه
فتنساق وراءه الفريسة لعلها تنول الرضا السامي
وتعيش أحلام اليقظة واقع في السر لتحيا
وتتوهم أنها عنده غير البقية
فهي الحب السابق والآتي
ولن يغدر بها يوما ويذبحها في عرضها ويُشّفي
ويبيعها بعد الشبع ولا يُبقي منها حتى عظمة
ليجعلها الشاهد على جشعه فهو لا يريد حتى الذكرى
وهي بعد الموت تُبعث لكي تعرف الحقيقة
وتموت مرة آخرى لأنها خُدعت وصدقت كذبة
أنها لم تكن فريدة وأهدت قلبها لمن لا فؤاد له
كل الحكاية أنه يمتلك آلة وأنت الوقود وهو يحتاجه
ولا مانع لدية من الزيادة
وأنت تعتقدين أنك الوحيدة التي تملك زمام أمره
وهو في الحقيقة فلت زمامه من قبل أن يتعرف عليك
يا له من ذئب متكرر وأنت ساذجة محبة
أحبت من ذبحها واستمتع بلحمها دون رحمة
ولم يأنبه ضميره لأنه فقد عذريته