ميسم سعودي تكتب الرحلة
إن الأساسية القائمة على قبول كل الأشياء ، كل الطرق المفروضة عليك ، كل المنعرجات التي لم تتحملها لم تكن إلا فكرة عابرة راودتك في ليلة لا تدري ان تخلدت على صفحات الوجود أو ان أثرها باقي فيك فقط، لم يخيل لك من قبل بأنك لن تكون يوما بطل الرواية في حياتك، و لكنني هنا أشعل لك أضواء الطريق، أنظر حولك و حاول إستيعاب كل ما تحمله الجوانب في طياتها من حقائق، من صدمات… أنظر من بعيد ،إنك شخصية ثانوية في رواية وضعت على رفوف النيسان تحديداً فوق عقلك الباطن الذي لم تستوعبه حتى الٱن منذ الوهلة الأولى.. يعرض الزمن على حافة الطريق مشاهد بداية وجودك على هذه الحياة إلى الٱن.. إنك منزعج و النبش في روحك مرسوم بعمق.. إنك تتخبط بشدة في لياليك الوحيدة نتيجة مصارعتك مع الحياة، أنظر كم من كتاب مر بدون أن تقرأه و كم من قصة حب لم تسمع عنها.. أنظر إن كتاباتك التي إندرجت ضمن مميزاتك الإنسانية لم تصل إلى الكثير الكثير.. تركت الأنا الأكبر في سن مبكر من الحياة و قضيت باقي السنوات في رحلة بحث عنها.. لم كل هذا العصيان القدري لمشاعرنا و لرغباتنا في أن نكون أنفسنا منذ البداية.. لم كل هذا الشقاء المرسوم على طرقاتنا و هذه الشروط الموضوعة لإستكمال الرحلة.. غريب أمرك أيها الإنسان ، رغم النهايات المنحوتة على الرخامة العليا الا انك لازلت متمسك بفتات الأمل و رغم رياح الفجر الدينامية الا أن ضعفك لايزال يملك من الجرأة نصيبا يدافع به . رحلة.. و كل ما فيها نابع من عمق بئر رسم من بداية البدئ ، كل محطاتها موضوعة بإنتهاكية لكل ما تحمله أنفسنا من شهوات .. محطات توقفنا فيها غصبا في السر و لم تدركها غير اهاتنا المتعالية إحتجاجاً على الحياة.. إنك في بادئ الأمر مصارع مبتدئ تهوى الركض لركوب كل الحافلات و الوقوف عند مختلف المحطات.. لكنك يا كل من يشبه الأنا ، لم تعد إلى متعود يأبى أن يجرب ما تبقى.. أرفض يا كل من شبهني، أرفض الوقوف عند ما لا تريده نفسك و اعصي ارادة الطرقات.. كل الأساسية القائمة على قبول كل الأشياء ماهي الا حيلة قاتلة..
ميسم سعودي تكتب الرحلة
