ريان العلاڨي يكتب إنتقام عاشق
سأبدأ من بداية النهاية..كلنا نعلم جيداً كم يتألم الانسان عند فقدان شخص عزيز..فما بالك عند فقدان نفسه..أحدثكم عن فقدان الثقة في النفس يا سادة..ثقته في الحب ربما.. لا يهم..جلست وحيداً أتأمل الجدران بالددماء الملطخة و صوت زجاج ينكسر بهدوء أمام الباب..شجاعتي لبست ثوبها و جازفت..فتحت فوجدت فتاتي ممسكة دميتها و أحشائها ممزقة..أعلم أنها تتمنى لو كنت أنا مكانها.. .بالله عليكم ماذا تنتظرون من بشر ذاق من الخذلان ما يكفيه بقية حياته كي لا يتبسم مجددا؟..عدت لغرفتي و كان مصدر الدماء تلك يا سادة نقاوة حبه!..نعم لقد ماتت سعادته, بتسامته وكل جزء حي فيه كان يبشر بانسان قد ولد من جديد. احساس كان أشبه بسكب الملح على جرح أخرس حاول الصراخ لكنه لم يستطع..ضلت فقط روحي لجانبها..تواسيها على ما حدث..أدركت أنه يمكن غرس سكاكين في قلب احدهم على شكل كلمات..كلمات كتبت بالكبير على وجه الجريدة..”الإفراط في الحب يؤدي بحياة عشيقها..”
جريدة ملقاة لجانبها..الغريب أنها نظيفة رغم اتساخ بقية الفضاء..نعم مثل قلبه الأبيض وسط عالم أقل ما يمكن القول عنه قذر..حتى ان لم تكن موجودة..لم أستطع اخفاء دمعتي عنها للمرة الأخيرة..حذرتك يا أنتِ..تعلمين أن الفيلسوف الذي في داخلي عند اجتماعه مع شيطان لعين ستكون كارثة بأتم معنى الكلمة.ضحكتُ قليلاً و انصرفت بعد ان سكبت أول زجاجة عطر أهدتها لي على قبرها..
استيقظت لأول مرة فرحًا بالكابوس..لقد شربت من حبّها ما يكفيني آخر الدهر..لا أؤمن بالسحر لكن رائحتها فيها نوع من السحر الذي جعلني أنتشي..هناك وضعت رأسي بين عظمتي عنقها..مشاعر مبعثرة دفنت وسط مقبرة حبّنا..ما باليد حيلة..ضاق صدري ولن أتنفس مرة أخرى الا بحظور شفتيها..تلك القطعة الصغيرة الموجودة أعلى نصفي الأيسر احرقيها .. ضعيها في قارورة و ارميها في عرض البحر..طفل داخلي نصحني بأن لا أقع في الحب مجددًا رغم أني أشعر بتعبها فتتعكر راحتي.. أبشري أصبحت نصف قبيل و نصف هبيل..بشر أراد من الحب أكثر من مجرّد البدايات..لكنه لقي حتفه و يخطط لانتقام يليق بالنهايات..لقد ارتكبتي خطأ في حقي لا يغتفر..أصبحت شيطان على هيئة بشر..أشعر كأني صوت أرجوحة وسط مدينة مات جميع سكانها..خاب أملي في العثور عن أحدهم كخيبة عازف بيانو بُترت اصابعه قبل يوم من حفلة كان ينتظرها ثلاثون سنة..عجزت الثمان و عشرون حرفًا فخرجت تنهيدة على شكل بكاء لقلبي..كلماتي أصبحت إبتلاء..فاقت جميع التوقعات و صارت استثناء..حروف مستقيمة تحبّذ الإنحناء..جمالها نادر جعلني أضع نقاط التعجب في كل مكان.ان سألتني عن أكلتي المفضّلة سأختار العديد و ان سألتني عن كتابي المفضل سأختار اثنين و إن سألتني عن أغنيتي المفضّلة سأختار صوتها فقط . لا أدري ما هو تعريف العناق بالضبط لكن عندما تضعني بين يديها أشعر أني ولدت من جديد. ثم أنا لعينيك يا أنتِ ممتنْ، تحاولين ابعاد تهمة الجمال عنك و أنت مصدر الفن، أنت القوة و كثير من الأمل وسط المحن، بدون شك أختار عباراتي و الأقاويل حولنا “لقد فُتن”. ربّاه عيناهَا جميلة للحد الذي جعلتني أتأمل صُورَهَا مع حُلول الفجر يوميًّا و حتّى ان فقدتُ الذّاكرة سأتعرّف على ملَامحها هيَ فَقط.لو كنت ابتسامةً لحفظت تفاصيل وجهك كل يوم، لو كنت قلمًا لأنهيت حبري في وصف جمالك و جعلت الأحرف تتفوه بما عجزت أنا عن قوله،
لو كنت عناقًا لالتصقت بك في كل الثواني الحزينة و تعلّقت فيك،
لو كنت كتابًا لما انتهيت فالوصول اليك يستحق الصبر طويلًا و كل الكلمات تبتسم في وجهك عند فتحه،
لو كنت قبلة لما تخطيت شفاهك البتة،
لو كنت معجزة لأفنيت حياتي أبحث عنك حتى أجدكِ..أخشى أن يظفر بك آخر..شخص لم يستيقظ يومًا للتمعن في صورك جيّدًا..لقد ثملت من التحديق في عينيها..أتذكر سؤال صغيرتي مرّة..ما هو الحب؟
عزيزتي الحبّ قضاء و قدر..
يا سادة أضيفوا معشوقتي لحروف العطف لأنها “واو
ريان العلاڨي يكتب إنتقام عاشق
