لكم تمنيت في طفولتي أن أمتلك قدرات خارقة، ولكني ظللت كباقي البشر، لا شيء يميزني سوى قلب الطفلة الذي سكن بين ضلوعي، ولكن كلما مرت بي سفينة حياتي بحور الدنيا أذهل من ذاتي، وقدراتي العظيمة على التخلي، فما أن أغلق الباب حتى أجدني أقف قبالة ما هو غريب على نفسي، بل أن للغريب فرصة أن يكون قريب، غير أن هذا الذي أردته بكل خلاياي، لم يعد له حظ في سلام عابر. فعلى قدر تمسكي به، على قدر تخليني عنه، فلقد استنزافت كل طاقتي لأتشبث به، بيد أنه أثر أن يفلت يدي بملء إرادته، فمحوته بكل كياني، وعدت ربان سفينتي أبحر في هذا العالم.
صفاء حسين العجماوي تكتب طفولتي
