خيال حقل
مقال
بقلم الأديب الشاعر / عبده مرقص عبد الملاك سلامة
“لماذا هكذا أنت رجل ,ألا تصلح المرأة أن تكون خيال حقل ,من الغد سأصنع لك زوجة” قالت سلمى . ” وتخيلت أن لى زوجة و أطفال يملأون الحقل و الحديث هنا على لسان خيال الحقل و الذى يلعب دور الراوى فى قصة ( خيال الحقل ) للأستاذ (عبد التواب يوسف ) و قد كانت مقررة للعام الأول علينا فى الصف السادس سنة 1972 ,أى من 50 سنة و قد كان فى العام السابق لنا قصة أسمها ( نداء البحيرة ) تتناول حياة مجموعة من الصيادين و قد قرأتها فى الأجازة الصيفية للصف الخامس إستعداداً لدراستها و لكن فوجئت بأن قصة خيال الحقل حلت محلها , و قد أعجبتنى قصة مرت فى ثناياها و هى أن أحد العلماء مر على شاطئ ترعة فوجد طفلاً يلعب بالقرب من الماء فقال له :” يا غلام ,إحذر أن تزل رجلك فتغرق .)
فأجابه الغلام :” أنا لو غرقت سأغرق لوحدى ,أم أنت فحذار أن تزل قدمك فتغرق و يغرق معك كثيرون )
و قد كانت سلمى ( أبنه العم عبد السلام – صاحب الحقل -و الذى كان متغيباً لإلتحاقه بالجيش ,و لذا فكانت سلمى و اخواتها يباشرون الارض و استحدثوا زراعات غير تقليدية -مثل الكركديه مما جعل العم عطوة يشكوهم بأنهم يزرعون مخدرات ) و القصة شيقة و لا مجال لعرض أحداثها الآن
شخصية سلمى تركت إنطباعاً فى ذهنى غذاه ما قرأته لقاسم أمين و هدى شعراوى وقد طرحت سؤالاً يتناول هذا المعنى أثناء تسابقنا مع مدرسة عمر بن الخطاب فعجزوا عن الإجابة عليه رغم بساطته فقد قلت ما مدلول ما قالته سلمى على مجتمعنا الأشتراكى الجديد ؟
و لعل من يقرأ يسأل ما الذى حدا بى أن أذكر هذا الآن و هو محق فى ذلك
إذ إن التاريخ يعيد نفسه مع إختلاف الأشخاص , فسلمى تساءلت ( الا تصلح المرأة أن تكون خيال حقل ؟
و أنا بدورى أتساءل ( ألا يصلح من أحيل للمعاش ,أن يكون خيال حقل؟)
عبده مرقص عبد الملاك
خيال حقل يكتبه عبده مرقص عبد الملاك سلامة
