راودني طيفه في حلمي وهو يُسرع في خطواته أمامي فخاطبتهُ بألا يهرول وأن يُبطئ سيره رويدًا رويدا ؛فكيف لخطوات ذكر التي تكون ضعف الأُنثيين أن تتحد معها في السيرَ فتوقف أمامي فجأة وخاطبني بصوت مبحوح يظهر عليه سرعات نبض قلبه قائلاً :
” كم من مرة تركتك تسبقيني حتى أجعلك دائمًا أمام عيني خوفًا عليكِ من أعينهم ، والآن حان دوري أُريد أن أستشعر هذا الشعور ، شعور الآمان والطمأنينة كيف يكون شكله داخل قلبي أمهليني وقتًا اقتبسُ فيه نفسي حتى استقر ، صدقيني سوف أعود ، ومن الآن حتى أعود كوني بآمان من أجلي“.
فأجبتهُ والعرق يتصبب من على وجهي والتعجب يملئ حاجبي ، وطلبت منه أن يدير لي وجهه ويخاطبني منه، فأبىٰ واستكبر عليّ ، فسألتهُ باكية :
”كيف لك أن تترك الشيء في ساحة ليست ملكٌ لك وتستعجب إن عُدت ووجدته في يدِ غيرك ، هذا ليس عدلاً فلتأمر بالمُستطاع في عُرف العاقلين ، أتريد أن تعود وتجدني هنا ، أحمل منديلاً قد هلكهُ الدمعَ وقنديلاً أطفأه الشوقَ وقدمان تآكلان من كثرة الشوكَ بالطرقات لا يا حبيبي فهذا ليس عدلا، العدل أن أستفيق من ذاك الحلم وأن أستعيد وعيي فهذا كابوس فإن صرخ النائمون افيقوهم ولو بالضربَ ، أعتقد أنهُ هذا هو العدلَ“.
إسراء البكري تكتب العدل
