عزلة
حلّت اللّعنة عندما تلحّفت أشعةُ الشّمسِ وجنتيها،حاولتْ اتّقاءها بغطاء سريرها لكن مامن جدوى ،لقد استيقظتْ,ومن وسط شعرها الحالك ,المتناثر على الوسادة البيضاء الثلجيّة, ظهر وجهها شاحباً ،بعينين حفر الأرقُ خنادقاً سوداءً حولهما .نظرتْ إلى سقف غرفتها مجدّداً تحيّي صديقها العنكبوت :مازلتَ هنا! أيها المغفّل! اذهب ،غادر بعيداً، أنتَ حرٌّ على خلافي !تسحب جسدها برويّة لتجلسَ وتتناول علبة السجائر .تشعل واحدةً، وتطبق عليها برفق بين أسنانها ،تحاول بصعوبة جمع شعرها ورفعه عن عنقها النحيل، وبين سحابات الدخان تمسك هاتفها النقّال؛ خالٍ من الإشعارات ! لاجديد أنا وحيدة هذا الكون !تفكّر مليّاً ماالذي ستفعله اليوم ؟هل ستذهب برفقة صديقاتها خارجاً؟أو ربما ستهاتف خاطبها لاحتساء القهوة ،ربما ستخرج في نزهةمع العائلة!وفي محاولة منها نفض الرماد المتساقط من سيجارتها لم يكن هنالك متّسعٌ !تشعر بدهشة:متى امتلأتْ مطفأة السجائر إلى الحدّ الذي جعلها تتقيّأ أعقاب السجائر؟! ودونما تشعر بدأت الأحداث تعود إليها عن صديقاتٍ ماكراتٍ تركنها في أصعب أوقاتها ولم تعدْ تسمع عنهن أي خبر! وخاطبٍ قدمت له روحها وحبها لتكتشف خيانةً وضيعةً منه !ووالدين مطلّقين لم ينجبا سواها لتحيا في بؤس وشقاء…
لم تشعر بالوقت حينما بدأت تنساب دموعها تحرقها ألماً،وانتهت علبة سجائرها، غربت عن وجهها شمس الظهيرة تاركة جثتها على السرير .استلقت وعادت إلى نومها كما اعتادت أن تفعل منذ أن خُذِلتْ من الجميع.
آلاء مبيّض/سورية
عزلة تكتبها آلاء مبيّض/سورية
