الكاتبة عبير مصطفى تكتب ذلك الدنچوان


كثر الحديث في البلدة المجاورة عن ذلك “الدنجوان” وما حدث معه، يقولون أن الزهرة البرتقالية المقدسة قد التهمت لحم وجهه في شغف، يقولون أن صوت استغاثاته قد علا، حتى أن أناته قد وصل صداها لحكيم البلدة هنالك في قصرة المهيب فوق تلك الربوة العالية، يقولون أن إحداهن هي من فعلت به ذلك، نعم.. “إحداهن”.

حتمًا أنتم تعلمون أنه يمتلك جيشًا جرارًا من هؤلاء الـ “إحداهن”.. جيشٌ مكونٌ من أرواحٍ ثكلى، من قلوبٍ صرعى، من نفوسٍ مشوهةٍ موؤدة، خدر “دنجواننا” نبضاتها بمعسول كلماته، احتل ضواحي شغافها بحنكة، وأعلن نفسه ملكًا فوق أراضيها، ثم حين دانت له.. اجتثها من منبتها، وألقاها هنالك على قارعة دنيا الهوى.. تصارع نيران ألسنتهم وحدها.
يقولون ويقولون… يتحدثون عن كونها عملية انتقامية استهدفت وجهه باحترافٍ تام، يثرثرون عن أن وجهه سيبقى هكذا مغطى بضمادات طالما ظل حيًا، وجهه الذي كان في جمال يوسف.. أو هكذا كان يدعي، لن أعلم حقيقة ادعاءاته أبدًا، فأنا كما ترون بأعينكم.. كفيفة البصر.
دعونا لا نستغرق في الحديث مطولًا، واسمحوا لي بالانصراف كي ألحق بموعدٍ هام، أسمع بعضكم يستاءل عن تلك القداحة بيميني، وعن رائحة الكيروسين المنبعثة من ثيابي، حسنًا.. لقد نشأت ها هنا بينكم، وما اعتدت أن أخفى عنكم شيئًا، ولكن لا بأس من بعض الأسرار بين الحين والآخر، خاصة لو كانت تلكما الأسرار.. تفوح برائحة الشواء.
ألا تتفقون معي في ذلك..؟

ذلك_الدنجوان

عبير_مصطفى

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.