لحظة رحيلي من المقبرة لفت إنتباهي شاب وسيم في العشرينات من عمره، ولنقل أن حالته هيّ التي جذبتني!
كان جالسا على حافة قبْرٓيْنِ، و في عينيه بعض الدّموع، يبكي و يضحك و يتكلم في آنٍ واحد!
مرٓرْتُ بجانبه و سألته فأجابني مع نبرة صوت محزنة :
_”أ تعلمين؟ لقد كنت أسعد إنسان على وجه الأرض فالله قدّم لي هديّتان من أغلى وأثمن وأجمل مايكون و هما أمّان أثنتان، أم من رٓحِمْ الولادة وهي من أنجبتني وأم أخرى من رٓحِم الحب و أنجبتها الدنيا لٓديّ
ألست محظوظ بهذا؟
أما الآن فأنا أتعس مخلوق في هذه الأرض… فقد رحٓلٓتٓا،
أمّي وحبيبتي في آنٍ واحد، وفي نفس اليوم!
ذلك اليوم! ما أبشعه وما أبشع الخبر الذي وصلني حينها إنّه بمثابة الصّاعقة! ومن يومها لم أعد أنا، أنا الآن مجرّد جسم بدون روح، فروحي ذهبت معهما !
كل يوم آتي لأزورهما و أتحدث معهما، أروي لهما عن ما يؤلمني، ولكن أكثر سؤال لم ألق له إجابة، لماذا تركوني وحدي! فكيف للأم أن تٓتْرك إبنها!
هما تركاني رغم أنهما أقسما على البقاء، ولكنّهما باقين بالنسبة لقلبي و حياتي أيضا فصورهما لا تفارق مُخٓيّلٓتي!”
أليس هذا مؤلم! 💔
” إبتهال عويشاوي “