الغير مرغوب مجبور
تراودك كل الأفكار البائسة في الوقت الذي تحاول أن تهرب فيه من ادأفكارك .
يراودك سوء اختيارك لأصدقائك و أحلامك و أهدافك وكلماتك ، تراودك صفاتك السيئة التي اكتسبتها مؤخرا سواء عن قصد أو بدون ، تراودك المرحلة التي وصلتها من إهمال مظهرك وصحتك وعادة التدخين التي أصبحت تلازمك ؛
وحين تفر من ذلك تصاحبك أفكارك عن سياسات البلد و أشياء أخرى لا تعنيك أو تخصك شخصيا في شيء
فتجد نفسك قد وقعت في دوامة فتصنع كوب آخر من الشاي ، كوب الشاي الذي يؤنس وحدتك ودمارك الداخلي إنه الثالث حتى الآن تقريبا ولازلت في منتصف النهار، ماذا تفعل هل كسبت صحتك في اليانصيب !!
لا أعلم ولكني أشغل بالي عن القلق بكل ما يمكن تخيله لجعل قلقي أكبر ، انه التفكير المفرط يا صديقي اخبرتك مائة مره أنه قد يصحبك لعوالم لم تكن يوما تفكر بها، عوالم لو كنت تعلم بوجودها لأصبحت تريد أن تبيدها تماما حتى لا يذهب إليها أحد، لكن ها أنت هنا أصبحت حبيسً بها رغم كرهك الشديد لها ولا تستطيع العثور على مخرج للهروب ولا شخص يؤنس وحدتك.
لم تكن هذه رغبتك يومًا؛ لكن الغير مرغوب دائما ما يصبح في محط الإجبار أنه الواقع المرير يا صديقي وها هي الدنيا تلعب بك على مسرحها ، كأنك دميه ليس بيدك اختيار موضعك بها ولا حتى أفكارك .
بما أن كوب الشاي الذي بيدك هو اختيارك الوحيد فاشربه ساخناً ولو لمرة قبل أن يبرد مجددا وتضطر لشربه باردا مثل كل شيء اخترته سابقا حين سنحت الفرصة و أهملتها ..
ألاء صبحي تكتب الغير مرغوب مجبور
