تخذِلُنا الوجوهُ والمشاعِرُ أحيانًا كثيرة ..
يتبددُ مع غيابها كلُ أشكالِ الهدوء والأمان ..
يُمحى أثرُ السكون والتوازن ليَسودَ ضبابُ الخوف والاختلال .. خوفٌ من الحياةْ واختلالٌ في المشاعر ..
نحنُ لا نخافُ الموتَ بقدْرِ ما نهابُ الحياةْ !
يكفي أننا سنموتُ وحيدين هلْ يجبُ أنْ نحيا وحيدينَ أيضًا ؟!
نحنُ نخافُ حتى من بعض التراكيبِ التي قد تبدو، في حالات الوحدة، مُبهمةً يصعُبُ فهمها وشرحُ معانيها كأن نقرأ عبارةَ ” يُبعثُرنا الموتُ في الحياة ” .. أنْ يكونَ موْتُ المشاعرِ أو موْتٌ من شدة عُمقها .. وفي كلتا الحالتيْن نخافُ الاختناقَ وحيدينْ وتراكُم الكلماتِ العالقة ..

ما يُؤرِقنا في الواقع هو الموْت ونحنُ على قيْدِ الحياة.. لا عجبَ أننا توّاقون لما يُتعِبُنا ويسلبُ من بيْن أضلُعِنا حياةً كُنا نعْتقِدُ أنها الحياةُ حقيقةً .. يا لشِدّة التناقض ! نرفضُ الحياةَ التي وُهِبناها فقط لخُلُوِها من الموْتِ شوْقًا وكَلَفًا !! لنصِل في الأخير إلى تحديد المفاهم الحقيقية كالتالي :
إنما الحياةُ الحقيقية هي ” الموْت ” من شدة وتأثير المشاعر !!
وإنما الموتُ الحقيقي هو الحياةُ وحيدًا ومخذولاً، خاليًا من أثر الحياة الحقيقية !
أما عن الخذلان،
فهو يُعزِزُ فكرة الموتِ جسديًا ويُلبِسُنا ثوبَ الخوف معنويًا .. خوفٌ من ولادة المشاعرِ القاتلة كالوِحدة ..
ينهبُ تعاليمَ الحياة ويُعري التفاصيل دون رحمة ..
وحين نُجبرُ على التسليم بالأمرِ الواقع تكونُ فكرةُ الموت الجسدي أفضل بكثير ..
وفي الأخير، نظلُ نتأرجحُ بيْن العبارات وبْن الموْت والحياةْ ..