عفواً ,سيدتى
بقلم الأديب الشاعر /عبده مرقص عبد الملاك
قالت لي : من تكون؟
قلت لها : سيدتي
لقد كنت ممن يشار لهم بالبنان
ملكاً أملك البيان
و القصور و الجنان
و كان ضعفي قوة
لم أكن يوما الجبان
الذي يقبل أن يهان
تحديت الزمان
اجتزت القياقي و الوديان
عبرت محيطات الهم ووصلت الشطآن
لم يهزني زلزال او بركان
سخرت لك الإنس و الجان
و سخرت من الشيطان
نظمت لك
عقوداً من النجوم و اللؤلؤ و المرجان
و كسوتك بأزهار و فل و ريحان
وتوجتك أميرة الزمان
فحظيت بما لم تحظ به بنت السلطان
وصيفاتك من حور الجنان
وخدمك ابطال و فرسان
فحسدتك الغيد الحسان
و لكن سيدتي
دوام الحال من المحال
فقد
صارت قوتي ضعغاً
و أصابني الوهن و الهزال من كثرة النزال
وتملكني القصور و الجنان
فصرت ملكًا بلا تاج أو صولاجان
فارساً بلا حصان
و بطلا بعيدا عن الميدان
وأطلالاً لقلعة كانت منيفة البنيان
عفواً سيدتي
إنك تتحدثين لمن كان
عبده مرقص عبد الملاك سلامة
عبده مرقص يكتب عفوًا سيدتي
