مجدولين غطاس تكتب
لم يكن هناك منذ البداية
أنا من اختلقته.. رسمت أدق تفاصيله.
أخذت له اسمًا… وألصقت به شيمًا.
أقضيت عمرًا فى انتظاره.
عندما بكيت.. انتظرت يديه تربط على حزني.. ولم أجد!
ذهبت لموعدنا….
ظللت أنتظر حتى ذاب جليد عقلي ورجعت خائبة!
تواعدنا بالسير .. فأتيت أنا وأتى السير ولم يأتِ هو.
- على القلوب أن ترفق بأصحابها! عليها أن تكون بعقولٍ رحيمة تمنعها من الآمال!
أو على الآمال أن تُلامِس الحقيقة.. ويكفيها صدق قلوبها.
أو على البشر أن يُمنحوا أبصارًا تنظر حقائق الأمور كما هي.
كنت أسمع صوته… وأهرع إليه،
أركض بلا ناحية… استهلكت عمرًا وأنا أركض.
ولا أدري أنني أركض وراء تردد صوتي.
لم يكن صوته قط .. كان انعكاسًا
انعكاس صورته بداخلي
….صورته بداخلي….
لم تكن صورته على أية حال
كانت مختلفة جدًا…
كانت صادقة… حنونة.. مُفرِحة… ساندة… ومعينة.
كانت تحبني…. ألم أقل إنها لم تكن صورته؟!
هي محبة حقيقية كاملة
وهي قطرات حب متباعدة بخيبات مريرة!
كنت أركض… أفنيتني في الركض.
كنت أنتظر صورته بداخلي،
صورته التي لم أستطع تشويهها بحقيقته،
فأُغفلت عن ماهيته وتغزلت بخيالاتي.
ويا ليتني قضيت بقية عمري أتغزل بأوهامي!
فخيبت قلبي اليوم أسوأ من ركضي الجاهل.