منعها من العودة إلى منزلها حتى يتم القبض على المجرم و يمكنها البقاء مع جدته إلى أن يعود من فرنسا بعد أسبوع للقيام بعملية جراحية
قبل 22 سنة _
جثة شخص مشوهة ملطخة بالدماء لم تتمكن حياة من التعرف على ملامح الوجه و إعتقدت أنها جثت حبيبها لكن فالحقيقة هي ليست جثة عمر و عاشت بهذه الخيبة طوال حياتها …
الطائرة ستقلع بعد لحظات بإتجاه مطار فرنسا… بعد تهديدات متواصلة من والده لقتل حياة عمر يسافر إلى فرنسا …
أشهر و عمر على نفس الروتين إكتئاب، نوم …
حتى قرر التسجيل في جامعة طب ليكمل دراسته بعد إن إنقطع عليها قبل زواجه من حياة …
تضحيات كبيرة ، دراسة ليل نهار حتى أصبح من أكبر أطباء القلب في فرنسا يُدرّس في أهم جامعة و من بين طلابه مروان الذي كان الأقرب إلى قلبه وحزن عليه كثيرا عند عودته إلى بلده …
_ العودة إلى الواقع_
في فرنسا في إحدى مستشفياتها… تُجرى عملية خطيرة على طفلة صغيرة … تحدى مروان نفسه و بعث الروح في فتاة صغيرة عجز أكبر الأطباء على القيام بها … الصحف ،المجلات ، الجرائد، كل الإعلام يتحدث عن النجاح الذي حققه مروان …و أول المهنئين كان عمر أستاذه الذي كان سبب في الوصول إلى هذا النجاح ،
في المنزل الصغير رائحة قهوة تنبعث في أعماق الروح قدر بدأت في كتابة روايتها الأولى التي تحلم بنشرها الرواية التي ستعالج بها جريمة شائعة و التي ستدافع بها عن النساء اللواتي تفكر في الإنتحار بسبب نظرة المجتمع العربي موضوع روايتها المرأة المغتصبة بين قانون لا يحميها و مجتمع ينعتها بالعهر … مر يومان على غياب مروان و قدر تفكر فيه طول اليوم لماذا كل هذا الإهتمام ؟ لماذا أصبحت أفكر فيه كل ساعة بل كل دقيقه وثانية ؟ لماذا أصبح محور كل إهتمامي ؟ و أنا رأيته مرة واحدة في حياتي..
مرّ أسبوع ، عاد مروان إلى بلده و إلى شغله و عادت قدر إلى منزلها ، تشتغل في مغازة لبيع الثياب … أصبح يلتقيان كل فترة و على إتصال يومي ..نفس الأحداث لمدة طويلة
17/05 يوم مميز بالنسبة لمروان لكن يوم كباقي الأيام بالنسبة لقدر عامها الثاني و العشرون و لا مرة إحتفلت بهذه المناسبة …
يطرق الباب تفتح قدر فلا تجد أحد تجد علبة كبيرة أخذتها إلى الداخل و فتحتها
..فستان وردي و حذاء لامع تصلها رساله من مروان شعرت بقلبها يهتز من شدة الفرح سعادة تغمرها ” صباح الخير قدر نلتقي في المقهى الذي قرب الشاطئ جهزي نفسك و ألبسي الفستان الذي وصلك أتمنى أنه نال إعجابك في إنتظارك…. جهزت نفسها بسرعة و ذهبت إلى المقهى …
بالونات ملونة كعكة كبيرة ورود في كل مكان … المرة الأولى التي يتذكر أحد تاريخ ميلادها المرة الأولى التي تحتفل بهذه المناسبة… قدم لها هدية فتحتها فتجد رواية
بعنوان “كفاك خضوغا أيتها الأنثى ” بقلم قدر إبراهيم دمعت عيناها
قبل أسبوع قام مروان بزيارة إلى بيتها و أخذ الكراس الذي تكتب فيه إلى دار النشر لنشره …
مسح عيناها و إحتضنها بقوة ” كل سنة و أنت قدري “
و أخبرها أنه تم إلقاء القبض على المجرم
مر ت أشهر .. الحبيبان يستعدان لحفل زفافهما …
مروان يجهز نفسه و الباب يطرق ليجده أستاذه الدكتور عمر جاء من فرنسا لحضور حفل الزفاف و سيكون الشاهد على عقد القران …فستان أبيض يلفت الأنظار … عند دخولها إلى القاعة شعر الدكتور عمر بإحساس غريب يراوده نفس ملامح زوجته، نفس الإبتسامة “مستحيل تكون هذه إبنتي ؟”
الآنسة قدر بن عمر إبراهيم هل تقبلين الزواج من مروان بن حسن كريم ؟
الصدمة كانت صاعقة عند سماع هذا الإسم … إبنتي … مزيج من المشاعر المختلطة بكاء فرح بعد غياب إثنان وعشرون سنة إلتقيت قدر بوالدها لأول مرة في حياتها
النهاية
بقلم نور الهدى الوهابي ✍️