فلسطين
بلادي التي لَم أطأ أَرضَها يومًا لكنَني زُرتُها مِراراً ما بين
أحاديثٍ و قصصٍ سَردَها لي جَدي و أخبارٍ و بثوثٍ نُقِلت لَنا
عَبر شاشاتِ التلفاز ، فقد وُلدنا و كَبرنا و مازالت تُسرَدُ لنا
ِهذهِ القصص حتى خُيلً لنا أننا عِشنا أَحداثَ الثورةِ و النكبة معَ أجدادنا ، نَتألمُ مَعهم كُلما أَعادوا وَصفَ الشَتاتِ و الرُعبِ الذي تَخلَلَ أرواحَهُم و أَجسادَهُم و هم يُحاولونَ النجاةَ من رَصاصاتِ الاحتلالِ اللعينِ الذي كان يُحاوِلُ استهدافَ الأطفالِ و فئةَ الشبابِ ، فَقد حَدَّثتني جَدتي مِرارًا كَيفَ خَرَجتْ مَذعورَة تُحاولُ أَن تَجِدَ عَن جَدي خَبَراً حَتى وَجَدتهُ مُصاباً يُسعِفونَهُ بَعضُ الفِتية وَكَم حَمَدَتْ اللّٰه حينَها حينَ رَأتهُ أَمامها و كَأنَها عادت للحياة من جديد .
كُنا كُلَما شاهدنا مُسلَسل التغريبةِ الفلسطينيةِ استوقَفتنا لِتَصِفَ لَنا ما يُعرَضُ بِأَنَهُ جُزءٌ صَغيرٌ مما عانوهُ في الحقيقةِ . كَبِرنا و كَبُرَ في داخِلنا حُب فِلسطين ، فِلسطينُ أَرضنا و أرضُ أجدادِنا التي سَنعودُ إليها حامِلينَ راية النصرِ و مفتاحُ بيتٍ حَملتهُ جدَتي كَقلادةٍ في عُنقِها طَوالَ هذهِ السِنين
بيسان الحرباوي تكتب فلسطيننا
