أخبرت صديقي بأنني لست بخير و أنني مصاب بالارق.. لكنه ضحك و غير الموضوع.. أخبرت زميلي في العمل بأنني لست بخير أجابني بأننا كلنا كذلك.. أخبرت مدير عملي أجابني “عندما تحصل على عطلتك سترتاح”.. أخبرت النادل بأنني لست بخير اجابني “ربما عليك احتساء كوبين بدل كوب واحد”.. أخبرت الآخر في مائدته.. شخص غريب لكنه لم يجبني.. أخبرت نفسي في المرآة بأنني لست بخير.. لم تجبني هي الأخرى.. أخبرت أمي لم تجبني.. أخبرت أبي أيضاً لكنه لم يجبني.. لكني متأكد أنهم سمعوا كلماتي.. لهذا غادرت المقبرة.. فأخبرت حارس المقبرة بأنني لست بخير أخبرني “كل من يأتي هنا هو ليس بخير”.. لازلت مصابا بالارق.. أصبحت لا أكل جيدا.. و مع ذلك لازلت أخبرهم.. أخبرت قابض التذاكر بأنني لست بخير.. اجابني بأن أريه تذكرتي.. أخبرت العجوز بجانبي اكتفى بالنظر إليّ.. أخبرت المرأة المسنة بأنني لست بخير.. عانقتني.. أخبرت طفلاً صغيراً أهداني وردة صغيرة.. أخبرت طفلة في مثل سنه اقترحتْ عليا أن أتناول الحلوة.. أخبرت عازف الكمان في المحطة فغير اللّحن للحن الحزين.. أخبرت الطبيب النفساني كتب لي أدوية.. و طلب مني زيارة اخرى.. أخبرت مدمن مخدرات اكتفى بالضحك.. رأيت فتاة جميلة تمسك كتابا.. رأيت الحقيقة.. رأيت الجواب المقنع.. رأيت أخيراً النور من النفق.. نفق مظلم.. رأيتها لحقتها لاخبرها بأنني لست بخير.. لحقتها لمبنى اتضح أنها طبيبة في عيادتها.. أخبرت من في غرفة الانتظار كلهم فضلوا الصمت.. دخلت لمكتبها سألتني ما بك؟.. أجبتها أنا لست بخير لا أنام تفكيري مفرط.. مفرط جدا.. فحصتني حدقت بعيونها.. فحصتني مجددا.. رأت عيوني.. فحصتني مرة اخرى فتكلمت أخيرا.. “سيدي.. بنسبة كبيرة لديك سرطان في المخ..”
هشام أعبوث أخبرتهم أنني لست بخير
