مريم عبد الحكيم تكتب: أيها الغبي.. الأمر ليس بيدي وليته كان!
أيها الغبي..
عذرًا. لم يكن الوقت رحيمًا بي بدرجة كافية. انشغلتُ بمشكلة صديقتي دون أن أخبرك كم أحب أفلام نولان وتحفته الخالدة “بين النجوم”.
بدأت الفتاة حديثها مع أبيها بسّبه فقط كي تعاتبه علّه يشعر!
لم يقّل انبهاري بها ولو لمرة وأنا أتخيل ذلك الصراع بين دموعها وأحبالها الصوتية وكأنهما يتسابقان ليثبتا له كم تلومه على ما قام به وتسّبه مع تلك الزفرة الحارة وما تكابده بين أضلعها.
لم يسع الوقت أيضًا لأنتقل لرائعة محمد خان وكيف شاركه ياسر عبد الرحمن بسيمفونيته الاستثنائية ليوثقا معًا الاعتراف الأجمل..
لم يساورني الشك ولو للحظة في صدق جيهان السادات وكيف تعمدت أن تقص مبادرتها لأنور حينما ضاقت وقالت “افهم بقى أنا بحبك”.
لم تكن جيهان وهي في طور المراهقة لم تجتازه بعد.. قد استمعت لتحذيرات أحمد رامي كما فعلتُ أنا!
أراهن أن الأمر سيختلف كثيرًا.
لأشد ما أكره ما يطلقون عليه النضج في هذه اللحظات. لا يصارعني وحده بل تتلذذ عبارة رامي بتعذيبي وكيف تجلّت سوما وهي ترددها “وعزة نفسي مانعاني”.
قرابة الأسبوعين..
لم يكف فيها صديقك عن مساعيه للتقرب. أفكر جديًا في إخباره أني بالكاد أتذكر اسمه كي يهدأ ويسارع بالهرب من تلك اللعنة التي تفتك بي الآن.
لازالت تلك التساؤلات تطوف برأسي. أهمها متى ينفد صبر رؤسائي.. الخطأ الذي ارتكبته صباح اليوم لا يبشر سوي بكارثة جديدة! ظهرت عليهم علامات الاستياء بعد تكراري لهذه الشكوى الواهية التي لا أملك سواها في جعبتي.
من الأجدر لي أن أفتش عن حجة جديدة بدلاً من أسناني وكيف تحول بيني وبين نوم هادئ بشكل شبه يومي عوضًا عن تلك الرسالة التي سأكتفي بإرسالها لصديقاتي كدليل أقوى أن الأمر ليس بيدي وليته كان.
لا تتوقف احداهن عن إخباري كم أنت محظوظ بما أكنه لك وتشاركني الأخرى توجيه اللعنات مستنكرة تفوقك الدراسي بينما تحاول الثالثة ردعي بكل حزم.. تزداد مخاوفها في كل مرة أصف لها ترقبي لرسالة لم أشك أبدًا في استحالة أن ترسلها لي.
يبدو أننا نتشارك الصفة ذاتها.
يبدو أننا نتشارك الصفه ذاتها👌
إعجابإعجاب