مريم عبد الحكيم تكتب: أيها الغبي.. لا ذنب لك في كل ما جرى!
أيها الغبي..
عذرًا على هذه الفظاظة التي لم تعهدها قبلاً. فقط أحاول مد يد العون في اللحظة المناسبة!
هاتين العينين اللامعتين وتلك الإبتسامة الواثقة لا تستحق أن تلقى هذا المصير.
هل يلومون رجال الانقاذ إن جذبوا يد أحدهم بعنف حتى كادوا يقتلعوها؟ لا أظن!
بحق الألم الذي سكن جوارحي أقسم أني أحاول القيام بالدور ذاته.
لم يخف عني وقوفك ليلة الأمس بعيون تحمل الكثير من التساؤلات.. لم أنس الفرحة العارمة التي رسمت الابتسامة على وجنتيك كوني انتبهتُ أخيرًا لرواية كاتبي المفضل بعد تعمدك وضعها على مكتبك ومشاركتك على استحياء في الإجتماع الأخير أنك تقوم بالشئ ذاته الذي ذكرته.
هل لي أن أخبرك عن ذلك الألم الذي فتك بي؟
لم تكن معدتي هي السبب في ذلك اليوم الذي اعتذرت فيه عن مشاركة الطعام.
كانت الرهبة.. رهبة لا تقل عن تلك التي أراها يوميًا في عينيك..
لا ذنب لك في كل ما جرى!
لامني قلبي بشدة.. ثارت ندوبه المتقرحة مستفسرة عن جرأتي في الزج بك في هذا الأمر وكأني لم أذق مرارته حتى قضت علىّ.
انتهزتُ الفرصة لتقديم الإعتذار.. لم يعبأ سوى بخطوتي التالية خوفًا من اندفاع جديد! طمأنته أن الحذر ما زال يُطوقني من كل ناحية علّه ينعم بالسكينة التي يتوق إليها والتي أتمناها لقلبك.