كما ترى.. أنت أو أنتم الآن تعيشون في جيل صعب جداً.. أنتم و أنا معكم طبعاً نسير إلى المجهول.. قبل عشر سنوات لم يكن الأمر كذلك.. قبل إختراع الهاتف الذكي كان التلفزيون وحده الذي يجعلنا ننام بسرعة و الهاتف يجلعنا ننهي المكالمة بسرعة.. ثم نعيش بقية اليوم بشكل عادي.. العالم آنذاك كان جميلاً بالنسبة لطفل كان في الثانية عشر من عمره.. الآن لم يعد الأمر كذلك.. الآن العالم أصبح مخيف.. كما ترى.. المثلية و الشذوذ.. الإلحاد.. الافكار الجديدة الفيمينيست والثقافة الغربية كلها ثمار.. لكن ثمار ماذا ؟.. ثمار ذلك الهاتف الذكي الذي تحمله بين يديك.. هذا الجيل صعب جداً.. لم تعد الأخلاق وحدها تحاربه.. أصبحنا نفعل أمورًا كانت مخيفة قبل عشر سنوات.. أصبحنا نتفوه بأمور كانت مرعبة و لا نكاد نتخيلها في ذاك الوقت.. أصبحنا نرى الرجل الذي يتشبه بالمرأة شيئ عادي و اعتدنا على رؤيته.. و العكس صحيح.. بينما في الجيل السابق كنا نشعر بالخوف عندما نرى ذلك لكن الآن.. أصبح الأمر عادي جدا ولا يوجد أكثر شيئ مخيف عندما يتحول شيئ غير عادي لشيئ عادي.. الآن دعني أطرح سؤالا واحداً.. هل أنت مستعد لتصبح أباً؟ هل أنتِ مستعدة لتصبحي أماً ؟؟ هل أنتم قادرون على رعاية أطفالكم في المستقبل.. ولا ندري مالذي سيحصل في المستقبل إن واصل الزمن على هذه الوتيرة.. الأمر مرعب عندما تفكر فيه.. قارن بين طفولتك و الآن.. تخيل أن الآن عندما يبلغ الطفل ست سنوات يصبح له هاتف ذكي وإنترنت.. بغض النظر عن البرامج التلفزيونية.. اذهب و اسأل والدك عن تربيته لك.. سيجيبك بأن الأمر كان صعبا بدون الهواتف الذكية.. كان أبي يخاف من التلفزيون ذلك الوقت.. الآن كل شيئ متوفر.. هل تريد التأكد مما قلته.. اذهب و اجلس مع طفل ذا إحدى عشرة سنة و سوف تدرك أنه يدرك أمور لم تكن تدركها أنت في سنه.. القادم أسوأ فلا تبتعدوا عن الدين.. وتمسكوا به جيداً أنت وعائلتك وأولادك..
هشام أعبوت يكتب كما ترى
