ما الأكثر رعبا من الموت.. هوأن يصبح الإنسان يرى الوضوح فقط للإستمرارية وإذا كان هناك ماهو أشد خطورة من فاجعة الموت أنك لن ترى الوضوح أصلا.. هكذا افتقدت الحياة بهجتها و ماتت كل الأفكار التي تجول بخاطرنا… أيعقل أن تصبح تلقائيتنا منطقة فاصلة بين الجمود و العجز… بالأمس كنا نملك كل السبل للإستمرار كم هو أمر مريب أن تستيقظ يوما تحارب ضعفك وانت لا تجيد المعارك تجد نفسك لاتجيد حتى ممارسة الفرح تخاف البشر.. و تفقد الطمأنينة…تريد فقط و للمرة الواحدة أن ترى الحياة من الزاوية التي أردتها ذلك الركن الذي طالما يدفعك للوقوف على حافة العالم و أنت لا تخشى السقوط ولا الخذلان … حتى النظرات الحاقنة… أليس من العجز أن تتزعم بالإنسانية ولا شئ يمكنه أن يحطمك تحاول إخفاء رعشة صوتك تحاول أن تخفي حاجتك بضم أحدهم أليس من العجز أن تعلن حرب عن نفسك لا أدري أيهما أقرب من هذا المفهموم أن تجد نفسك عاجزا عن المقاومة أو أن تجد جسدك صامدا للمرة الألف… قد أبدو للوهلة الأولى أتجاهل كل العالم لكن دوما ماينتابني الغضب أصبح مثيرا للمتاعب دون قصد
لاأحد يدرك.. لاأحد يحاول حتى إدراك الذي تحاول لأجله تتجرع الدموع كل ليلة… تفقد لهيبك في ظلام دامس… تتوه في ثنايا المعارك الباردة و من ثم تقف أمام المرآة تتجمل بأفخم الملابس لتخرج و تروي شمس الحياة من عطش الماضي و الحاضر… كيف أخبرهم أني تعودت و إكتفيت… الأنا دائما في حالة من الحيرة و الخوف تشاء أحيانا أن تطفىء نور الغرفة للأبد لاطاقة لها لملامح مزيفة تستنزف عقلها و روحها دونا ما تبحث عن جثة تشاطرها الأحزان و الأوجاع كنت كل ليلة أنهي أسألتي و أخلد إلى النوم يهرب مني النوم و تطاردني الأسئلة التي دوما لا أجد لها جواب كانت ليلة قصيرة قصيرة جدا خلفت جراح لم تلتئم إلى حد الآن… كنت قادرة أن أستعيد روحي من تحت مخالب الدمار فجأة تدرك أنك وقعت في أشد المعارك فقط ترى حياتك تتلاشى بين صفحات الخيال و الأحلام و الهوادف التي طالما تستبعدها… فكرت كثيرا قبل وضع إستنتاج يعود بي إلي النقطة الفاصلة بين الخيال و الواقع نعم يعود بي إلى عقبات عقلي… أعلم جيدا أنها مجرد مجَموعة من الدقائق و الثواني قد لا تكون متناهية لكنها تجمع فقط لتفصل بين سبعة عشر عام سبعة أعوام كانت هناك لؤلوة فيحاء شاء القدر أن تسبح في نهر الكوثر و تغرق في قوانين الحياة كانت لا تخشى الوجود أو العدم ولاتدرك كثيرا عن الحياة كانت تتعطر بأجمل روائح النرجسية في أن تكون دوما الفائزة أو أن لاتتقاسم رغيفها مع أولاد الحي و العشرة أعوام الأخيرة علقت بها آمال تستبعد المعجزات تحقيقها تسقط في منتصف طريق المستقبل تتشبث في الأيام أحيانا و أحيانا ماتسقط مجددا ولاتجيد الصمود.. لايهم كالعادة وفي نفس الوقت من كل يوم أنا عاجزة و خاضعة إلى سلطة عقلي التي تستبد روحي ودون بلاغ مسبق لرغبة العقل أقف أمام المرأة أحمل حقيبتي و أضع سماعاتي و من ثم أجد نفسي أجازف الملامح و النظرات في طريق لاأدري به نهاية أو لا.. بالأمس كنا نتحدث عن ما يجول بخاطرنا.. ندفع عقولنا لتحدث… نصمت أكثر مما نتكلم هاهو الأن عاد بعد غياب دام سبعة عشر سنة متلهفا للحقيقة عاد ليجد نفسه بين الطمأنينة المؤقتة و الخذلان الدائم… عاد ليتحطم.. كيف يتناسى المرء ألامه التي كان تخلد بين الأيام و الذكريات؟
كيف للمرء أن يختبئ من بشاعة عالمه و عقله يشغله دائما بالتفكير في واقعه؟
كنت أدرك جيدا معنى الهروب … لماذا اليوم أشعر و كأنني مقيدة الأيادي و الرجلين؟
كالصنم لا أتحرك أتحاشى من مواجهة الحقيقة… أحاول الهروب… ألملم أحلامي… لاأستطيع البوح عما مابداخلي أحسست و كأن شيء ينقض على روحي… مشتتة و عقلي لا يخلو من التفكير
تلك الذكريات التي تلاحقني أينما ذهبت حصدت كل أمالي و تركتني أغرق في الحزن كنت أحاول جاهدة في أن يشعر قلبي بي و لكنه من الأساس كان ملكا للماضي والخيبات التي لاتمحى من ذاكرتي… خذلان الأصدقاء.. معارك الأفكار… حروب الخيال و الحقيقة..
لاأنسى أبدا حتى خسارتي لقطتي كانت جزءا كبيرا في خيبات الماضي التي تطاردني دوما… كان كل شيء هادئ… ماذا حصل؟ لا أدري… الماضي والليالي دمرت كل شيء
وصال الهمامي تكتب الأكثر رعبا
