” وَ يَمْكُرُونْ وَ يَمْكُرُ الله وَ الله خَيْرُ المَاكِرِين. “
كلّما تقدّمت في السّن كلّما علمت عنهم الكثير .. كلّما مررت بتجربة إلاّ و تمكّنت بالإطاحة بخدعهم الموجودة برسائلهم.. المنافقون، الرّفقة السيّئة، الحبيب الخائن، الجار الحاقد و ما إلى ذلك..
سيفرشون لك الطّريق وردًا في البداية لكنّ الله وحده يعلم أنّه ليس سوى بطريق شوكي متستّر، سيوهمونك بفعل المستحيل عند الحديث معك لتتيقّن إنّهم لا مثيل لهم و سيكذبون ألف مرّة و سيخلقون لك ألف عذر و عذر فقط لتصدّق ما يدور حولك.. ستنظنّ أنّك في المكان الصحيح مع الرّفقة الصحيحة لكنّك على العكس تمامًا و ستكشف لك الأيّام و المواقف ذلك صدّقني..
سيقولون الكلام الجميل لك في وجهك لكن فور إعطائك لهم بظهرك ستجد الخناجر المغروسة تأتيك من كلّ حدب و صوب، سيتنكّرون بألف وجه و وجه كلّما قابلتهم في جلسة لكنّك لن تستطيع أن تميّز الصحّيح من الخطأ لدرجة أنّك ستجنّ إن حاولت فقط التفكير فيه.. سيعتمدون جرحك في كل لحظة و وذلك بحجّة الدّعابة لكّنك لن تلاحظ ذلك سيحلفون أنّهم أكثر البشر على هذه المستديرة إخلاصًا لكنّهم أحقرهم وجودًا، سيحقدون عليك كلّما وجدوك وصلت لمرحلة معيّنة و إنتقلت من حال إلى حال و سيبادلونك أجمل التّهاني و كلمات الفرح و التحفيز.. لن تستطيع أبدًا الآطاحة بهم لأنّهم ماهرون في ذلك و لا يعلمون أنّ الله موجود..
سيأتونك كلّ مرّة بطريقة و بأسلوب و لن تتحسّس ذلك لأنّك كلّ مرة تقول بأنّك تبت وكفى منهم لتجد نفسك قد سقطت بدون الشّعور بشيء.. لا تقلق كلّهم كذلك .. إنّها طريقتهم و أسلوبهم في الحياة و خلقوا لفعل ذلك الشّيء .. ببساطة لا تغفر لهم بتاتًا، لا تغفر لمن تعمّد كسرك و صدّقني كلّهم خلف الكواليس خونة..

ديرار_منصوري