في الواقع، توقّفت عن كوني ذلك الشّخص المثالي، الذي يتنازل عن بعضٍ من مبادئه و أوليّاته لإسعاد الشّخص الّذي يحب.. توقّفت عن كوني ذلك الشّخص الّذي يطلب الإعتذار حتّى لو لم يكن مخطئًا .. توقّفت عن كوني ذلك الشّخص الّذي يخاف من خسارة الآخرين .. لم أعد ذلك الشّخص الّذي يخاف من الخذلان، الغدر ، الكلام السّيء و الموجع.
لقد تغيّرت و أصبحت كل مشاعري مجمّدة.. لم أعد كسابق عهدي، لم أعد أبادر بالكلام و لم أعد متشوّقًا لفتح محادثات أخرى و أصبحتُ أنا الّذي من يقوم بإنهاءها . لقد تعلّمت و أيقنت أنّ ما من أحدّ باقٍ أو دائم .. تغيّرت كثيرًا لأنّني لا أريد العودة إلى شخصيَّ القديم الضّعيف و الحائر، الشّخص الّذي ما بيده حيلة تجاه كلّ ما يتعرّض له لا يملك شيئًا يقاوم به نهاره الرّوتيني غير النّحيب و التّحسّر على ما فاته.. لقد تغيّرت لأنّهم تغيرّوا و لم يعودوا كالسّابق لا أدري ماذا أصابهم و لا أريد أن أعرف، المواقف قتلت كل شيء، لهفة البدايات .. الوعود الكاذبة .. النّفاق و كلامهم الجميل..
لم أعد كالسّابق و توقّفتُ لكوني ذلك الشّخص الّذي يبرّر كل تصرّف يقوم به و كلّ كلمة تخرج منّي كل تصرّف بدر منّي كذلك لم أبرّر لهم ليفهموا ما يفهموه.. توقّفت عن كوني ذلك الشّخص المثالي لأنّ كلّ من حولي عرفوا بأنّي مثالي و أصبحوا يستغلّون كل ما فيّ من صفات جميلة ليفعلوا بي ما فعلوه و أظلّ ساكتًا قابعًا في مكاني مثل صغير إفتكّت لعبته منه و بقيّ ساكتا يبكي داخليّا لكنه يخشى الإجهار بالأمر، لكنّي دائما ما أقول بأنّي لم أكن أصدّق يوما بأنّ السّكوت علامة رضا لذلك لا تعلم كم أنا أعاني من شدّة الألم، لهذا السّبب تغيّرت و توقفت عن كوني ذلك الشّخص المثالي..
ديرار منصوري يكتب اللاشعور
