(صبية في الأربعين)
شد ظهره ووقف منتشيًا، كمثال فرعوني فائق الجمال خرج من ثوب التاريخ وقد دبت فيه الروح، بدا وسيمًا كعادته ومغرور ؛لا ريب فحضوره يقتل الرتابة والصمت ويقطع المفقود من الوقت.
اقترب (الشوق) وقال بصوته العذب: كيف الحال؟
ابتسمتُ فبادلني بآخرى تسخر من قسوة الكاذبين وتآمر الوهم على اليقين ،ابتسامة ذابت بها النوافذ، وسمحت للضاحكين والمبتهجين بالظهور، ابتسامة أعادت الأزهار من عطش الذبول، التقطت أنفي عطر ناعم يتسربل في الأجواء؛ رغم أنه من كثير غادرنا سحر الشتاء،ثم لمحت ضوء النجوم واضحًا؛ أين ذهب السقف والجدار؟! سبحان خالق العلياء، أتلك هي السماء؟!
جمعتُ حطبي ومشيت له كأني وُلدت من جديد، صبية في الأربعين، اكتحلت عينيها بالفرح فعادت عشرين عام للوراء، ترى الكون خريطة للأحلام، تتشكل كالتلال، ماء وخضرة وألوان، ورحيق دافق من حنان،والكثير من الأمان، ليس تخيل ولا سراب ولا حتى ركام أفكار بل شئ حقيق كالشمس في وضح النهار ؛ فأهلا بك يا سيد القلوب قد قبِلنا البُشرى وتعافينا برؤياك.
بقلمي : مروج سمير ❤️